لو كلف البعض نفسه استعارة بعض كتب التاريخ وقراءة صفحاتها؛ لأدرك أن التاريخ يعيد نفسه في أكثر من حدث وأكثر من واقعة في كل زمن ووقت.
وتاريخنا العربي مليء بتلك العبر والقصص التي قد تفيد ولا تهدر الوقت.
فكل من يشكل خطرا أو منافسا يُقتَل أو يُعتَقَل، على حين تخمد الفتن والثورات، ولكنها تبقى حلولا مؤقتة ويتنامى بدورهما التطرف والحقد على حساب الدين والدولة وهو ما نعرفه اليوم ضمن مفهومنا العصري بـ «الإرهاب».
من هنا لابد من الإشارة إلى أن حال الهجيان والغضب القادمة من الشارع العربي التي تختلف بحسب كل حال عربية بما فيها الشارع البحريني لا تكون بالضرورة تخريبا أو تشويها بقدر ما هي شعور بعدم الرضا والطمأنينة؛ وذلك بسبب العجز السياسي وغياب العدالة الاجتماعية؛ إلى جانب عدم تنفيذ الوعود التي مازال رجل الشارع البسيط ينتظرها وهي أحلام ليست صعبةَ المنال.
لا نريد أن نعطي الأعذار للجهات المعنية في البحرين وعلى رأسها وزارة الداخلية في نشر الأمن من خلال استمرار تحشيد قواتها للشغب على طول ومنافذ شارع البديع حتى أمس الأول ورمي مسيلات الدموع وإطلاق الرصاص المطاطي بصورة عبثية على القاطنين في هذه المناطق وهو امر لا يمكن السكوت عنه لان الكشف عن الجاني لا يتم بتعريض ارواح الآخرين للخطر حتى لو كانوا في الاسواق في حال وصولهم الى بيوتهم.
الامن الحقيقي هو خلق الشراكة بين رجل الامن ورجل الشارع من اجل مصلحة الوطن... ولكن ما يحدث على الساحة المحلية هو خلق حال من العبثية والعداء والتطرف وهو امر لا يثلج الصدر لانه في الوقت الذي كنا نغرق الشوارع ابتهاجا بأعلام فعالية الفورمولا 1 التي انتهت امس الاول نجد اننا في شارع البديع وبعض احياء المنامة غارقون في حوادث فعالية تثير الضيق وتخلق بؤر توتر.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1684 - الإثنين 16 أبريل 2007م الموافق 28 ربيع الاول 1428هـ