رحبت الأوساط الرياضية المحلية من مدربين وإداريين ولاعبين وجماهير وإعلام رياضي بالتعاقد مع المدرب التشيكي ميلان ماتشالا لقيادة المنتخب الوطني الأول للكرة خلال العامين المقبلين، ولم يفصح عن الأمور المالية.
هذا الترحيب المجمع عليه لم يأت من فراغ ولا هو مجاملة لهذا المدرب، بل جاء عن قناعة تامة من خلال المعطيات السابقة في تاريخ هذا المدرب من إنجازاته في الكويت، سواء كان مع نادي كاظمة أو المنتخب الأول هناك وأيضا مع نادي العين الإماراتي الذي حققه معه البطولة الآسيوية، مرورا بالمنتخب العماني الذي استطاع أن ينقله من المراكز المتأخرة بين دول الخليج إلى مركز الوصافة، وهذه تعد نقلة نوعية بالنسبة للكرة العمانية التي انطلقت رسميا في العام 1974 بدءا من خليجي (3) في الكويت وصارت تتطور من عام إلى آخر حتى صارت من المرشحين لنيل اللقب، بفضل شجاعة وخبرة هذا المدرب وقراءته السليمة للمباريات، وإن كانت هناك بعض الأخطاء إلا أنها تبقى تقديرية، فالإنسان غير معصوم عن الخطأ، وبالتالي ما فعله ماتشالا للكرة العمانية سيبقى في ذاكرة التاريخ سنين كثيرة.
تعاقدنا مع هذا المدرب المتميز يجب علينا أن نخرج به من الروتين والرتابة ونقله إلى الواقع العملي في تطوير الكرة البحرينية جذريا، إذ لا يجوز لاتحاد الكرة أن يفعل مع هذا المدرب مثلما فعل مع المدربين الآخرين، من دون الاستفادة من خبرته في صناعة المدربين والموهوبين وصقلهم لإيصالهم إلى النجومية، وألا يقتصر عمله فقط على المستطيل الأخضر من خلال التدريبات الإعدادية ومباريات المنتخب في المهمات المختلفة.
ماتشالا مدرب يجيد لغة التطوير من خلال عقليته المنفتحة على كل شيء وامتلاكه الشجاعة في العمل وإبراز الوجوه الجديد من دون تردد، وإعطائها الفرصة لكي تبرز بصورة فاعلة مع الفريق، وهناك الكثير من الشواهد سواء كان ذلك في الكويت إبّان العصر الذهبي للنجوم عصام سكين وبدر بوحجي وبنيّان وبشار عبدالله والهويدي وأسامة حسين وغيرهم من النجوم الكويتيين، وصولا إلى عمان حيث الميمني والحوسني وفوزي وخليفة عايل وأحمد حديد وأحمد كانو. فهذه الأسماء من إنتاجيته بشكل لافت، وبالتالي نحن نشعر أن لديه المقدرة الفنية والتكتيكية على إبراز الكثير من الوجوه الجديدة.
ولكن هذه الكفاءة ما لم نستفد منها في المجال العملي لتطوير الكرة المحلية من خلال النقلة النوعية في تطوير الدوري وشكله واستعادة هيبته السابقة، بإشراك هذا المدرب في وضع تصوارته أفكاره ومقترحاته من خلال خبرته العملية في دول الخليج لكي نبلورها عمليا في المواسم المقبلة.
على اتحاد الكرة أن يشكل لجنة من المدربين الوطنيين الذين يدربون الأندية المحلية والجلوس مع المدرب ماتشالا والتحدث إليه عن المعوقات والصعوبات التي تعترض تطور الكرة البحرينية، ومن ثم وبرفقته تجرى زيارات متكررة إلى الأندية للوقوف على حالها ومعرفة الظروف الصعبة التي يعاني منها اللاعب البحريني أثناء وجوده مع ناديه، حتى تكون لديه الفكرة الكاملة خلال وضعه برنامج الإعداد للمنتخب متوافقا مع الحال النفسية للاعب البحريني.
أيضا الهدف من هذه الزيارة أن نستفيد من خبرته في إصلاح ما يجب إصلاحه وفق الإمكانات المادية المتاحة، ورصد أفكاره ومقترحاته لشكل الدوري المهم خلال السنوات المقبلة، أضف إلى ذلك لابد له من عقد الندوات وورش العمل للمدربين الوطنيين للاستفادة من خبرته لينعكس ذلك على المستوى العام في الدوري.
يجب على اتحاد الكرة عندما يتعاقد مع مدرب له خبرته وصولاته وإنجازاته ألا ينسى إشراكه في عملية التطوير؛ لأنها تهم المنتخب كثيرا والمدرب أحد أضلاع النجاح في المهمتين.
إذ لا يجوز أن ترى المدرب يبقى في شقته أو يكون في بلده أثناء توقف المنتخب الكروي وعقده ساري المفعول، فعلينا أن نستفيد منه في هذه الفترة بالذات بأن يقوم بزيارات مكوكية لكل الأندية بشكل مستمر؛ لمساعدة المدربين الوطنيين في مهماتهم، ولتوحيد الأسلوب الذي سيساعده كثيرا عند تجمع اللاعبين معا، وبالتالي تعود الفائدة على الطرفين.
أيضا اللاعبون والمدربون الإداريون في الأندية عندما يعلمون أن هذا المدرب سيقوم بزيارة ناديهم والمشاركة في التدريبات، سترتفع الحال المعنوية وستكون حافزا كبيرا للجميع في العمل، وسيعطي الفرصة للجميع لإبراز المواهب، وسنستمع إلى ملاحظاته وأفكاره في التدريب، وستكون هناك علاقة مفتوحة بينه وبين المدربين الوطنيين مبنية على الود والاحترام المعتاد، لا مثل ما جرى للمدربين السابقين.
بالإضافة إلى الكلام الذي قلناه في الكلمات السابقة نحن نصر على أهمية تشكيل لجنة فنية من مهمات عملها مراقبة الجهاز الفني ورفع توصياتها إلى لجنة المنتخبات التي تقوم بدورها بالاجتماع مع المدرب ومساعده وبمدير الفريق؛ لنقل ملاحظات اللجنة الفنية حتى تكون الجدية في العمل تحسبا لعدم الوقوع في الأخطاء، وبالتالي العمل الجماعي سيوصلنا لتحقيق الإنجاز، ويومها تذكروا هذا الكلام بإذن الله.
نقل النتائج على شريط الشاشة
خلال مشاهدتي مباراة القادسية والكويت في الدوري الكويتي، ولأهمية المباراة والمباريات الأخرى التي صادف موعدها مع هذه المباراة، وعلى أساسها يتحدد بطل الدوري، قامت القناة الثالثة الرياضية بنقل مباراة القادسية والكويت مباشرة فيما قامت القناة الكويتية بعرض نتائج المباريات الثلاث الأخرى على شريط العناوين، ما جعل المشاهد يعيش الحدث بأكمله، وهذا ذكرني بمكالمة هاتفية تلقاها «الوسط الرياضي» من أحد قرائه، إذ طالب القناة الرياضية بأن تحذو حذو شقيقتها القناة الكويتية وخصوصا عندما تلعب في اليوم الواحد أكثر من مباراة في أكثر من لعبة لكي تسهل المهمة للمشاهدين الأعزاء.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1683 - الأحد 15 أبريل 2007م الموافق 27 ربيع الاول 1428هـ