«أدخنة متصاعدة تلمحها من بعيد. أناس ينظرون إلى الجهة المواجهة لهم. حضور كثيف لقوات الأمن. الدفاع المدني يخمد النيران المشتعلة في محطة للنقل العام»... كان ذلك المنظر العام لقريتي الديه والسنابس قبيل آذان المغرب يوم أمس الأول، إذ لا حياة سوى لقوات الأمن والأدخنة. وفي الجهة المقابلة، كانت الحياة تنبض في سوق جدحفص، التي لا يفصلها عن القريتين سوى شارع عام. أناس يبتاعون حوائجهم بأريحية، وآخرون يتزاورون. أذن للصلاة، وكأنه أذن للاستنفار والهروب من الغازات المسيلة للدموع!
امرأة مصابة بحساسية في جهازها التنفسي أخذت، والدموع تتساقط من عينيها وبتنفس متقطع، تلعن زيارتها للمنطقة. أطفال فروا إلى بيوتهم هلعين . آخرون وزعوا البصل على بعضهم بعضا وظلوا يتفرجون. الأهالي يترقبون «ماذا بعد؟». خلص «فيلم الرعب» ذاك وبقي تأثيره (رائحته) عالقة في البيوت إلى ما بعد عودة الهدوء بكثير. كل ذلك حصل وما من سبب واضح!
الأهالي يجزمون بأن «المخربين» من خارج قراهم، بل أحد لا يعرفهم! يقولون: إن لم تستطع قوات الأمن كشف هوية المخربين الحقيقيين، وإذا كان يعيبها أن تتعاون معنا للوقوع بالجناة في شر أعمالهم، فلترحمنا وتتجاهل ذلك التخريب، الذي لا يتعدى في غالبية الأحيان حرق إطارين وحاوية قمامة، أفضل لها من الوقوف كمتهم أول أمام الشعب كله، لو أصيب أحد بمكروه جراء طلقاتها المطاطية و«غازاتها الخانقة» التي لم تتوان في نشرها وبلا هوادة، فـ «الحقران» أنفع.
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 1682 - السبت 14 أبريل 2007م الموافق 26 ربيع الاول 1428هـ