أكثر من احساس شدني أمس وأنا أتجول في ساحات حلبة البحرين الدولية للسيارات، وأعايش احتفالية سباق الفورمولا 1 العالمية التي وضعت اسم البحرين على خريطة العالم، وخصوصا أن الكثير من المشاهد بدت غير عادية وأكبر من حجمها الطبيعي، وهو أمر طبيعي لانني أعيش حدثا رياضيا عالميا.

عند مدخل الحلبة كانت هناك يافطة كبيرة كتب عليها «موطن رياضة السيارات» وعلى رغم أن هذه الكلمات تبدو على القراء غريبة وخصوصا لمن لم يكن ملما بتاريخ رياضة السيارات، وهنا لابد أن أنوه بأن رياضة السياراة قديمة جدا في البحرين وخصوصا لو قسناها بدول الجوار دول مجلس التعاون الخليجي... ففي الخمسينات حينما بدأت دول الجوار تصحوا على النهضة الحديثة التي كانت ثمرة اكتشاف النفط كانت البحرين تشهد ولادة أول اتحاد رياضي هو اتحاد السيارات التي ترأس مجلس ادارته أحمد كانو العام 1982.

لذلك وعلى رغم انني لا أميل إلى الحديث عن الانجازات الرياضية القديمة التي بدت كالسحاب الذي انقشع بعد أن تغلبت علينا دول الجوار وأصبحت هي الأقوى والأفضل في جميع الألعاب الرياضية.

أما اليافطة التي أدركت معناها بشكل صحيح بعد أن عايشت الحدث فقد كانت تحمل كلمات «دقات قلب الخليج تتسارع في حلبة البحرين» فقد كانت الدقات تتسارع مع ضجيج السيارات ومع سرعتها المذهلة... ومع المنافسة القوية الشرسة التي تشهدها منافسات الفورمولا 1 ومع الصور الجميلة المعبرة التي شهدناها في ساحات الفورمولا 1 وكنا فعلا نشعر بأننا نعيش حدثا رياضيا عالميا كبيرا.