يبدو أن الاستخدام المفرط للغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي مازال كما هو بل وانه في تزايد يوما بعد يوم وكأن كل ما قيل وذكر مسبقا للجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الداخلية عبر الصحافة من شكوى أهالي هذه المناطق من العاصمة في حي رأس الرمان والنعيم إلى السنابس والديه وأخيرا في سوق جدحفص الشعبي - والناس هنا كانوا يتبضعون - هو مجرد كلام في الهواء.
للأسف الجهات المعنية حتى الآن لم تفعل أي شيء بل نجدها على عكس ذلك فكيف تحقق هذه الشراكة المجتمعية التي ملأت إعلاناتها الشوارع الشهر الماضي وهي حتى هذه اللحظة لم تنقل هذا المفهوم ممن ترسلهم إلى الأحياء البحرينية وهم لا يتحدثون العربية أو أن لهجتهم غير مفهومة لأهل البحرين... فلماذا تم ضرب سوق جدحفص أمس الأول؟ أهو عن عمد أو عقاب الجماعي؟ أم انه عن جهل وسوء معرفة بالبحرين وأهلها؟
نكتب هذه الأسطر لأننا كصحافيين مازالنا نرى هذه الوقائع بأم أعيننا على الدوام... فإن كانت هناك جماعات «مخربة» تريد أن تمزق المجتمع البحريني إربا إربا وتثير النعرات فإن هذا سببه عجز سياسي لا يمكن معالجته بالقوة، فالقوة تضرب كبار السن والنساء والصغار بينما قوات الشغب تهرول هنا وهناك من دون فائدة وتعتقل - عادة - من لا ليست لهم علاقة بالتخريب.
لا أعتقد أن استمرار الوضع على حاله سينتهي بنتيجة عدا مزيد من تفاقم الأوضاع وعدم استقرارها وبالتالي الخاسر الأكبر هو المواطن الذي لا قوات الشغب ولا الدولة تعوضانه عما يخسره من ممتلكات خاصة لأن ذلك يدخل ضمن إطار تراكمات تاريخية خلقتها الدولة مع المواطن في حقب سابقة وحتى اليوم.
هناك قصور في فهم كيفية حفظ الأمن عبر وسائل حميمية للمواطن... الأمر الذي يحتاج إلى مراجعة حقيقية ووقفة جادة تستحضر فيها كل الملابسات والخلفيات وتقترح الحلول العملية المرضية للجميع من أجل أن تظل البحرين وطنا للجميع.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1682 - السبت 14 أبريل 2007م الموافق 26 ربيع الاول 1428هـ