يخطئ من يظن أن الفورمولا 1 مسابقة رياضية. بل على العكس فإن المشروع اقتصادي حتى النخاع بدأ من الجهة المنظمة للمسابقة (الاتحاد الدولي لسباق السيارات) مرورا بالشركات المشاركة في الحدث (الفراري ورينو وتويوتا) فضلا عن تلك الراعية للمناسبة.

بالنسبة إلى البحرين يمثل المشروع فرصة نادرة للرقي باقتصادنا الوطني تتمثل في زيادة قيمة النشاط الاقتصادي و تشجيع قيام استثمارات جديدة في البلاد.

فوائد اقتصادية جمة

حقيقة لا تتوفر إحصاءات دقيقة فيما يخص حجم العائد الاقتصادي لأنشطة حلبة البحرين الدولية على مدار السنة. هناك من يقول إن التأثير الاقتصادي هو في حدود 150 مليون دينار (أي 400 مليون دولار) وربما أقل أو أكثر من ذلك. المؤكد أننا بحاجة إلى جهة محايدة تجري دراسة علمية للوصول إلى حجم مساهمة الحلبة في اقتصادنا الوطني.

لكننا نرغب في هذه العجالة إلى لفت أنظار القراء إلى بعض نتائج دراسة خاصة قامت بها إحدى المؤسسات لحلبة البحرين الدولية في العام 2004 وهي السنة الأولى التي استضافت فيها المملكة المناسبة. فقد تبين أن 31 في المئة من مصروفات الزوار ذهبت إلى أغراض السكن و28 في المئة على الأطعمة و18 في المئة على شراء الهدايا والباقي على مصروفات أخرى منها التسلية والمواصلات. وأكدت الدراسة أن قطاع الفنادق كان المستفيد الأكبر من الحدث لدرجة أنه لم تكن هناك حاجة للفنادق للقيام بالترويج إذ كانت نسبة التشغيل 100 في المئة في الأيام الثلاثة للمسابقة. أيضا استفادت قطاعات أخرى من بينها السفر والسياحة والمطاعم والمقاهي فضلا عن قطاع المواصلات مثل سيارات الأجرة والتأجير.

مشروعات استثمارية متنوعة

يتوقع أن تساهم المسابقة في تحقيق نجاح اقتصادي آخر يتمثل في تحويل البحرين إلى نقطة لتجميع أجزاء من بعض السيارات الرياضية. والإشارة هنا إلى إنشاء مصنع لشركة «روف» الألمانية لتجميع القطع بالقرب من الحلبة بقيمة 50 مليون دولار. يعتبر هذا المصنع الأول من نوعه للشركة خارج ألمانيا وقد تشجع الخطوة قيام شركات أخرى بخطوات مماثلة.

كما يحسب لمسابقة الفورمولا 1 توفير الفرصة للكثير من الفنادق بإقرار إضافات وتوسعات، كما هو الحال مع الريتز كارلتون، الخليج، الدبلومات ساس. كما قام فندق الشيراتون بإنشاء برجين كبيرين من خمسين طابق لكل مبنى في وسط العاصمة فضلا عن إعادة هيكلة مبنى الفندق. حاليا هناك 117 فندقا (الغالبية من فئتي النجمتين والثلاث نجوم) فضلا عن بعض الشقق الفندقية في البحرين. توفر الفنادق فيما بينها نحو 7 آلاف غرفة ليليا. ويعتبر هذا الرقم متواضعا لكن ما يهم هو أن حدث الفورمولا 1 وفر الأرضية المناسبة لتحديث وتطوير بعض الفنادق فضلا عن إنشاء فنادق أخرى.

تساهم المسابقة في وضع مملكة البحرين على خريطة السياحة العالمية. تتوجه أنظار الملايين في العالم اليوم إلى البحرين إذ يعتقد بأن 400 مليون شخص من مختلف بقاع الأرض سيشاهدون حوادث المسابقة على الشاشات الصغيرة ووسائل الإعلام الأخرى منها الانترنت. تعتبر مسابقة الفورمولا 1 ثالث أهم حدث رياضي في العالم بعد كاس العالم لكرة القدم والأولمبياد. لكن خلافا لكأس العالم والأولمبياد فإن الفورمولا 1 تعقد سنويا.

أخيرا وليس آخرا يحسب لمشروع الفورمولا 1 تشجيعه لقيام مشروعات اقتصادية في منطقة الصخير أي مناطق أخرى من المملكة خارج المنامة (تماما كما هو الحال مع مشروع العرين). وعليه يساهم مشروع الفورمولا 1 بتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية في البحرين.