العدد 1682 - السبت 14 أبريل 2007م الموافق 26 ربيع الاول 1428هـ

قدراتنا الاستراتيجية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تتنافس الإثارات في البحرين بين السياسة والاقتصاد والرياضة، وارتبط اسم البحرين بعدد من القضايا التي صاحبتها بصورة سلبية أو إيجابية، وما علينا هو العمل وأن نبعد تلك السلبيات ونكثر الإيجابيات. فالبحرين كانت معروفة باللؤلؤ والزراعة ومياه العيون، ومن ثم ارتبط اسمها بالتعليم الحديث وبالعمل الجاد في مختلف المجالات، ولاسيما في منشآت النفط، وبعد ذلك ارتبط اسمها بأنها من أفضل البلدان ذات الإدارة الفاعلة مع بنية تحتية تلبي احتياجات التنمية .

البحرين اليوم ارتبطت بسباق الفورمولا وبالصيرفة الإسلامية والتقليدية، وبأنها حلقة وصل بين دول الجوار من ناحية خدمات الأعمال، وفوق كل ذلك فإن البحرين معروفة بطيبة أهلها، هذه الطيبة التي تجتذب من يتعرف على البحرين ويزورها.

طيبة أهل البحرين وقدرتهم على العطاء تقفان خلف نجاح قطاعات استراتيجية مثل قطاع الصرافة، الذي يمثل البحرينيون نسبة 70 في المئة منه، وهؤلاء يتنافسون مع أفضل القدرات المصرفية في العالم، ودول الجوار استطاعت أن تنافس البحرين، وربما تتفوق عليها في مجالات عدة، ولكن لم تستطع التنافس في القطاع المالي إلى حد الآن وذلك بسبب توافر الكفاءات المحلية التي لا تكلف المؤسسات والمصارف فيما لو أرادت أن تستوردها من الخارج.

هذه القدرة الاستراتيجية تحتاج إلى أن تنتشر إلى قطاعات أخرى ذات دخل مجزٍ، ويمكن تحقيق ذلك من خلال دراسة عوامل القوة التي تحققت في القطاع المصرفي، ويمكن الاستفادة من ازدياد دخل البحرين من النفط، ومن النجاحات في الفورمولا وفي قطاع التجزئة وانعقاد المؤتمرات والمعارض والخدمات، ويمكن عكس هذا النمو في قطاعات واعدة مثل تقنية المعلومات والاتصالات والإعلام والثقافة والنشر والطباعة والسياحة العلاجية والتعليم العالي.

ومن أجل ذلك، فإن الرؤية الاقتصادية التي بدأت تتشكل في البحرين تتطلب اتخاذ قرارات استراتيجية، وحتى لو بدت صعبة في بدايتها، ولكنها في النهاية يجب أن تتوجه نحو تعزيز القدرات الاستراتيجية البحرينية. وما يجري حاليا من إعادة لهيكلة طيران الخليج، بحيث تتملك البحرين 80 في المئة من الأسهم، وتحويل الشركة إلى الاهتمام بمركز البحرين وحاجة البلاد إلى ناقلة وطنية مناسبة من ناحية الحجم ومن ناحية الخدمة يستحق التقدير. فمشكلة طيران الخليج أنها كانت مشلولة بسبب التوازنات السياسية، ولذلك فهي لم تنفع الدول الأعضاء في فتراتها الأخيرة، وانسحبت كل دولة بعد تأسيس وتكبير ناقلة وطنية خاصة بها... هذا ما حدث قبيل انسحاب قطر، ومن ثم أبوظبي، وهو أيضا ما يتوقع حصوله مع توسيع حجم الناقلة الوطنية العُمانية.

كما ان هناك حاجة إلى استعادة القوة في قطاع الاتصالات الذي يبدو أنه وصل إلى حال التشبع، وهناك حاجة إلى استعادة القوة في شركة النفط، وهناك الحاجة إلى تأمين الحصول على الغاز والربط الكهربائي الخليجي، والتسريع في إكمال تفاصيل مشروع الجسر مع قطر... وهذا يتطلب أن نعيد التفكير في برامجنا جميعا سعيا لدعم قدراتنا الاستراتيجية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1682 - السبت 14 أبريل 2007م الموافق 26 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً