في مختلف الملفات التي تتصدر الأنباء التي تلفت الانتباه نحوها ينحصر تصعيدها وحلها في إجابة سؤال واحد، تحددت إجابة هذا السؤال ومصير القضية التي يعنى بها، يُغلقها أو يحولها إلى أزمة دولية. وفي طبيعة الحال يظل هذا السؤال مطروحا لفترة طويلة قد تستمر لعقود. في الآونة الأخيرة، تصدرت ملفات عددية كان من أكثرها إثارة - في الميدان الدبلوماسي - الملف الإيراني. إذا ظل مستيقظا ينتقل من التصعيد إلى التهدئة، ومن المشادات الكلامية إلى المحادثات السلمية، في حين تواصلت المخاوف من حدوث حرب جديدة في المنطقة بين أميركا ولحلفائها من جانب والجمهورية الإسلامية من جهة أخرى على خلفية هذه القضية. وفي هذا الملف الشائك تعود التقلبات في الأحوال عادة إلى إصرار كل من الطرفين على موقفه، رافضين بذلك التنازل ولو قيد أنملة. ويبقى السؤال الذي سيحدد إغلاق هذه الملف أو استمرار تعقيده ساريا، هل سيتنازل أحد الطرفين ليقر برأي الآخر؟، فإما أن توقف طهران برنامجها النووي، أو أن تقر واشنطن بحق إيران في تخصيب اليورانيم وتترك لها الحرية في ذلك. قد يكون الهدف الأساسي من مثل هذه الأسئلة هو شغل أفكار العامة عن إجابات أخرى قد تغير مجرى السياسات بعض الدول وتبرز ما يدور تحت الكواليس وفي الخفاء. إذ ان هذا السؤال في الأساس من المحرمات، لذلك فإن إجابته تظل معلقة بانتهاك أحد الأطراف حرمة خط انتهجه.
مهما كانت إجابة أي سؤال، فإن هدفه يبقى في طي الكتمان، بين طرافة المستفيدة منه والمتسبب في طرحه.
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1681 - الجمعة 13 أبريل 2007م الموافق 25 ربيع الاول 1428هـ