ظل الذهب الأصفر سيد المعادن لجودته وجماله، والمسيطر الأول على حلي المرأة من دون منازع، ولم يظهر له منافس حقيقي عبر العصور على رغم وجود بعض المعادن الأخرى كالفضة والأحجار الكريمة وشبه الكريمة إلى جانبه.
لكن مع نهاية القرن العشرين بدأت مكانة الذهب الأصفر تتزحزح لتسود موضة الذهب الأبيض في العالم العربي وسويسرا بعد تراجع موضة «الذهب الأزرق» التي كادت أن تسيطر لفترة من الزمن، وليتنحى جانبا الذهب الأصفر. ثم أمكن تشكيل ذهب أبيض عيار 21 بعد أن كان الذهب الأبيض لا يوجد منه إلا عيار 18 فقط.
وكان الذهب الأبيض قد تم ابتكاره في العام 1912 كمزيج من الذهب الأصفر ومعدن النيكل، للوصول إلى معدن مركب يطلى بطبقة رقيقة من الروديوم ليصبح لونه أبيض. واستخدمت بعد ذلك معادن أخرى وهي النحاس والفضة والبلاديوم بنسب معينة للحصول على الذهب الأبيض.
وتتم صياغة الذهب الأبيض باختيار القطعة مع الموديل المناسب، وتبدأ الصياغة بتذويب الذهب ثم صبه على الشمع أو الكاوتشوك، ثم يزين بالأحجار الكريمة.
وانتشر الطلب على الذهب الأبيض وازداد عندما تراجع الطلب على الألماس عالميا، ما جعل بعض شركات الألماس تروج للألماس بواسطة الذهب الأبيض كونه يتناسب معه أكثر من الذهب الأصفر، فزاد الطلب على الألماس عالميا وانتشر الذهب الأبيض الذي لم يكن معروفا إلا على نطاق ضيق.
وكانت موضة الذهب الأبيض قد انتشرت أولا في أميركا من خلال القطع الصغيرة الناعمة ثم جاء بعدها للدول العربية، من خلال القطع الصغيرة والأطقم الكبيرة، وغالبية زبائنه من الشابات اللاتي يفضلنه على الأصفر لأناقته ولونه الذي يشبه البلاتين والفضة.
علي الصايغ (تاجر في سوق الذهب) يقول: «لا يختلف سعر الذهب الأبيض عن الأصفر كثيرا، وقد يزيد عليه قليلا بحسب الموديل وطريقة التصنيع، وليس صحيحا اعتقاد بعض النساء أن الذهب الأبيض أغلى ويخفض سعره عند بيعه، فأسعار الذهب واحدة وإن اختلفت الألوان والأشكال، فالعيار هو المقياس الحقيقي والموديل ونسبة الشغل والتصنيع في الموديل».
ومن جانبه، قال محمد سلمان (بائع في سوق الذهب): «على رغم جمال الذهب الأبيض لحاله، فإنه يزيد جمالا عندما يطعم بالأحجار الكريمة ويزين بالألماس البراق ليضفي إشعاعا ولمعانا للذهب الأبيض، لذلك تفضل معظم الفتيات الآن أطقم الفرح من الذهب الأبيض، المزين بالأحجار الكريمة، وقد سادت هذه الأطقم أفراح هذا العام في البحرين».
وللمهتمين بنظافة ذهبهم سواء الأبيض أو الأصفر، قدم خبراء في سوق الذهب نصيحتهم الآتية: «للحفاظ على المجوهرات المصنوعة من الذهب الأبيض أو الأصفر، فنحن ننصح بعدم غسلها بالماء والصابون أو أي مسحوق تنظيف كما هو شائع، وعدم تنظيفها بالفرشاة لإزالة الغبار أو الترسبات من عليها». كما أجمعوا على أن أفضل طريقة للتنظيف هي استخدام قطعة قماش ناعمة بطريقة لطيفة من دون إحداث خدوش، على أن تتم عملية التنظيف ثلاث مرات في السنة.
وأشار الخبراء إلى أنه يجب حفظ كل قطعة من الذهب الأبيض أو الأصفر في ورقة ناعمة ووضعها في علبة المجوهرات. ويحذر المتخصصون من أن العطور ومستحضرات التجميل تؤذي الذهب الأبيض، إذ إن هذه العطور ومستحضرات التجميل تعمل على إزالة مادة الروديوم التي تغطي هذا المعدن، مشيرين إلى أن الذهب الأصفر لا يتأثر بمثل هذا المستحضرات.
العدد 1681 - الجمعة 13 أبريل 2007م الموافق 25 ربيع الاول 1428هـ
القلب الحزين
اشكركم على هذه المعلومات الرائعه ولكن اريد اعرف كيف استرجع لمعان الذهب مره ثانيه