على رغم كل الانتقادات التي كانت توجه إلى رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني في الفصل التشريعي الأول، فإنه كان حذرا جدا من أن يحسب على طرف ما، وخصوصا إذا كانت القضية المثارة مدججة بالحساسية، وكثيرا ما كان يقوم بدور «الوسيط» من أجل خفض درجة الحرارة بين طرفي أي نزاع حساس.

وفجأة ومن دون سابق إنذار انهار هذا الحذر في جلسة أمس الأول انهيار برجي التجارة العالمي، عندما فجر الظهراني غضبا كان نائما، ليقترح اقتراحا مستعجلا بتعويض أصحاب الأملاك المتضررين من حوادث التسعينات! وحتى يخمد الظهراني شيئا من فتيل النار التي أشعلها مقترحه التسعيني كرر ما كان يكرره عند كل انتقاد يوجه إليه في المجلس «أعرف تاريخي»!

وأقول: لا أزعم أنني أعرف كل تاريخك إلا أنني أعرف جزءا منه وهو أنك كنت نائبا في مجلس 73 الذي تم حله في 75، وتمت إزاحتك مع زملائك الآخرين عن مقاعدكم التي جلستم عليها بموجب انتخابات وصفتها الدولة بالنزيهة، وبقيت تلك المقاعد معلقة بسلاسل قانون أمن الدولة قرابة الثلاثين سنة، ولم يكن لهذه المقاعد أن تعود إلا بعد انتفاضة التسعينات التي سقط فيها أربعون شهيدا بينهم الرضيع والمرأة والشيخ، فضلا عن الآلاف الذين رأوا الموت في سجون لم تستوعب أعدادهم، إلا أن أولئك كلهم لم يأخذوا مكانا من قلبك الذي طالما دعوت له بالشفاء ومازلت، وسقطوا من مقترحك المستعجل، فهل الحجر أكرم من البشر؟