لقد كثر الحديث هذه الأيام عن الأخطاء الشائعة والتي ترتكب في «مستشفى السلمانية»، وكثرت في الصحف والإذاعة الاتهامات الموجهة إلى وزارة الصحة بأنها لا تهتم بمرضاها! وما أثار قلقي حقا هو كثرة عدد المرضى الذين يتوفون سريريا (أي دخولهم في غيبوبة) بعد فترة قصيرة من دخولهم المستشفى أصحاء وهم يسيرون على قدميهم! ومن دون أية عوارض حقيقية لدخولهم في الغيبوبة!
وقد تطول فترة الغيبوبة أو تقصر ولكن الغالبية منهم يفقدون حياتهم! وقد لا تعطى أهل الفقيد الإجابات الشافية بسبب دخول هؤلاء في مثل هذه الحالة... إلى درجة بات الناس يخافون إدخال مرضاهم المستشفى خوفا، سواء من الشباب أو كبار السن! وباتوا يتهكمون بأن (الداخل مفقود والخارج منقوذ) هذه الصفات التي باتت تقلق وتؤرق الكثيرين يجب إيجاد الحل لها والبدء في عمل تحقيق في كل الحالات التي هي من هذا النوع وربما الكتابة عنها في الصحف من قبل الوزارة لطمأنة - المراجعين... وحبذا لو تشكل لجان طبية محايدة للتدقيق ومتابعة مثل هذه الحالات والنظر في أسباب الوفاة والغيبوبة الفجائية كي توضح وتثقف المواطنين إلى ما يجهلونه وربما ستكتشف أشياء جديدة قد تكون السبب فيما يحدث من نواقص، أو إهمال من الطاقم الطبي أو أن يكون سوء استخدام للأجهزة الحديثة أو أن تكون أجهزة التنفس قديمة أو أن يكون السبب وجود فيروس في الأجنحة وداخل ردهات المكيفات كما حدث في انجلترا منذ سنوات إذ كان المرضى يتوفون ومن دون معرفة الأسباب (وخصوصا كبار السن)! وأنه من واجب الوزارة أن تصارح وتبوح بكل الحقائق حتى إذا كانت الإمكانية ضعيفة عليها أن تذكر ذلك وتترك للمراجعين الأمر في السعي لتحسين تلك الإمكانات من الدولة! أو أن تعتذر عن أداء تلك الخدمات.
إن دور اللجان كبير في الإشراف ومتابعة كل المنغصات! كما أنه توجد الكثير من الشكاوى على المستشفى وبشكل يومي ومتكرر عن الفوضى في قسم الطوارئ، وكثرة الازدحام وقلة الأسرّة وتأخر المواعيد لإجراء العمليات... ومنهم من أضاعوا ملفاته ولن يحصل على تعويض من العمل وهو صاحب عاهة!... كيف تفقد الملفات؟! ومنهم من ذكر لي أن أخاه قد توفي في سيارة الإسعاف لنفاد الأكسجين....الخ.
إن هذه الاتهامات خطيرة جدا في حق الوزارة... ويجب مباشرتها حالا ومعرفة الخلل ومحاسبة المسئولين أو معاقبتهم إذا ثبتت صحة هذه الشكوى وإبراز ذلك للمراجعين وعدم إخفاء الحقائق! لأنه ذلك سيُبْعَد الصورة المشوهة وسيثير تعاطف المراجعين أيضا... وأكرر يجب أن تكون أبواب المسئولين مفتوحة للشكاوى!
إنني أعتقد جازمة وما لا شك فيه أن موازنة المستشفى مازالت ضعيفة كي تتواكب مع أيامنا هذه من الأعداد الضخمة من المراجعين، فنحن نحتاج حتما إلى مضاعفتها! ونحتاج إلى بناء مستشفيات أخرى لإسناد المستشفى المسكين! وهذا يقع على عاتق سعادة الوزيرة في السعي الحثيث للحصول على الموارد (وهي متوافرة في أيامنا هذه ولله الحمد).
وللحديث بقية في شرح أمور عن المستشفيات والعيادات الخاصة...
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1679 - الأربعاء 11 أبريل 2007م الموافق 23 ربيع الاول 1428هـ