العدد 1679 - الأربعاء 11 أبريل 2007م الموافق 23 ربيع الاول 1428هـ

قراءة في امتحان القدرات

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

نحاول من جديد أن نقرأ امتحان القدرات الذي يقدم إلى الطلاب الراغبين في الالتحاق بجامعة البحرين قراءة علمية وموضوعية ومن زوايا عدة لعلنا نفهم حقيقته وبالتالي إصدار حكم ضده أو معه، يقال إنه سهل جدا ويتضمن جوانب معرفية عامة وسهلة على رغم ذلك بحسب ما يذكره المسئولون في جامعة البحرين بأن أداء الطلاب لم يكن بمستوى الطموح وهذا بحد ذاته أمر خطير لا يمكن تجاهله أو الاستهانة به، فالذي يحاول أن يتأمل في أبعاد الموضوع يرى بأنه ليس الطالب وحده المتورط، ولكن المنظومة التعليمية كلها متهمة وعليها أن توضح نقاط الخلل والضعف فلا يمكن السكوت على مسألة كهذه فالتعليم من المجالات المهمة جدا والتي يجب عدم التفريط فيها، وفي إشارة لافتة بأن الطالب عندما يتخرج من المدرسة ويتجه إلى الجامعة لا يكون قد امتلك الكفايات اللازمة التي تعينه على اجتياز امتحان القدرات باقتدار على رغم سهولة الامتحان، فهذا تشكيك واضح بمخرجات التعليم وبطبيعة المناهج المعطاة إلى جانب استراتيجيات التعليم والتعلم وإدارة ملف التعليم برمته، والعاقل لا عليه إلا أن يصدق أحدهما فإما التصديق والإيمان بكل الجهود التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم والتي تدفع باتجاه تجويد التعليم وتحسينه والارتقاء بالعملية التعليمية وبالتالي تدحض كل الافتراءات التي من شأنها تثير الشبهات بشأن العملية التعليمية وتضعف من الجهود التي تبذل في سبيل ذلك وقد يكون امتحان القدرات أحد هذه الأدوات المشككة وبالتالي رفضها أو التقليل من دوره، وأما الإيمان المطلق بالآليات والسبل التي تستخدم من قبل جامعة البحرين والتي تؤكد من خلالها بأن مخرجات التعليم غير مشرفة وبالتالي تصديق الأدوات التي تستخدم من قبلها والتي تكشف ضعف المخرجات التعليمية، بدليل ما يتم تطبيقه عليهم من أدوات مستوردة والتي ثبتت مصداقيتها وثباتها على عينات خارج البحرين فكيف لها إذا طبقت في البحرين تعطي نتائج عكسية؟ والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ويجب التوقف عنده لأهميته وأهمية التداعيات الخطيرة التي سينتج عنها فيما لو لم يعطى الاهتمام الكاف: إذا كان اختبار القدرات هو من سيحدد مصير الطلاب الجدد الراغبين في الالتحاق بالجامعة ومستقبلهم المهني لماذا لا يعد الطالب له ؟ ولماذا لا تصر وزارة التربية على ذلك على الأقل لكي تبطل مفعول اختبارات القدرات وتؤكد من خلاله على قوة المخرجات التعليمية لا ضعفها، حاله كحال الاختبارات الأخرى التي تقدم للطلاب، لاسيما بأننا نقر ونعترف بأن أداء الطالب في الامتحان خلاف ما يجب، وعلى غرار ما هو معمول به بالنسبة لبقية الامتحانات الأخرى كالتوفل على سبيل المثال لا الحصر ؟ ولماذا يتم تجاهل جهود الطلاب طوال الثلاث السنوات، سنوات تتسم بالجد والاجتهاد يقضيها الطالب في المرحلة الثانوية جاهدين من أجل إحراز مستوى معين وتأتي الجامعة في أحد الأيام لتقف حجرة عثرة أمام تحقيق طموحهم وأحلامهم، وتجب كل تلك السنوات بامتحان قدرات لا يتجاوز الساعتان والنصف ليحدد الطالب مساره واتجاه بعيدا عن كل الأحلام الوردية التي عايشها طوال فترة حياته الدراسية ورحيله إلى الدراسة الجامعية، فهل يعقل أن تقاس كل سنة عانها الطالب بساعة ؟ كما أنه لماذا كل الطلاب يسمح لهم بتقديم امتحان القدرات أصلا؟ لماذا لا يستثنى منهم على سبيل المثال المتفوقون تحصيليا وهم الطلاب الحاصلون على 90 في المئة فما فوق في الثانوية على أن يام تطبيق الاختبار على ما دون ذلك؟، في حين يتم تحويل الطلاب الحاصلين على 90 في المئة فما فوق لتخصصات أخرى تتناسب مع احتياجات سوق العمل لحتى لا نزجهم إلى البطالة مستقبلا حرام أصلا مساواة المتفوقون بالطلاب العاديون فليس من العدل بمكان ومن خلال الواقع فإن هناك العديد من الطلبة الحاصلون على 90 في المئة فما فوق زجوا في كلية التعليم التطبيقي بخلاف رغباتهم الشخصية ووفاق لما جاءوا بها من نتائج اختبارات القدرات، أصبحنا نطبق المعايير على الجميع دون النظر إلى شريحة المتفوقون الذين هم بحاجة ماسة إلى من يرعاهم لا أن يقف أمامهم وأمام طموحهم وأحلامهم كالطود المنيع وهم من سهروا الليالي وبذلوا ما بوسعهم من جهود بغرض إحراز التفوق والتقدم، أتصور هذا أقل ما يمكن تقديمه لهم كنوع من المكافأة وأيضا نوع من التشجيع والتحفيز للآخرين، لا من أجل خلق طبقية حتى يحدون حدوهم لا أن ينزل القصاص على الجميع دون استثناء متجاهلين شريحة المتفوقين التي من المفترض أن تبنى عليها آمال كبيرة يتم الاستفادة منها في بناء الوطن، لن تبرز أصلا إلا من خلال الرعاية والاهتمام.

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 1679 - الأربعاء 11 أبريل 2007م الموافق 23 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً