لن يكون الحديث عن احتضان معرض الفراعنة « كنوز مصر القديمة» بالشيء الذي يمكن أن نقلل الحديث عنه لكونه تظاهرة ثقافية تستحق الشكر والثناء تجعل من عاصمتنا الصغيرة (المنامة) تحتضن تراثا انسانيا لا يقدر بثمن ويعرف اهل البحرين...اهل دلمون عن قرب اعرق الحضارات بشهادة العالم أجمع و( ربما) يجعلهم ايضا يلتفتون لقيمة ارث دلمون وكفية اهمية الحفاظ عليه من مواقع ومدافن تعود الى حقب مختلفة.

«الفراعنة» من خفرع الى توت عنخ آمون واخناتون ورمسيس الثاني جميعهم يطلون دفعة واحدة على البحرينيين التواقين للمعرفة والتاريخ... هذا الشغف الذي يعبر عن الحراك الثقافي والتعددي الذي يميز مجتمع البحرين عن جيرانها من دول الخليج الاخرى.

ان المعرض حقق استثنائية عربية باحتضانه تماثيل وادي الملوك وهي خطوة جادة للسياحة الثقافية التي نشجعها وندعمها لكونها تخلق اماكن ترفيهية مفيدة للعوائل البحرينية تتعرف فيه على الثقافات الاخرى من موقع وطنها الام وهي خدمة توفر عليها مشقة عناء السفر وكلفه التي قد ترهق الجيوب بينما هي اصبحت متوافرة ضمن انشطة الدولة التي اصبحت تحث الاستثمار في الثقافة من جانب ومن جانب اخر، تعيد اطلالة شكل البحرين الحضارية عبر استقطاب اهم المعارض العالمية مثل « الفراعنة» التي تتهاتف عليها معارض العواصم الغربية بدءا من نيويورك وصولا الى لندن وذلك فقط من اجل ان ترى انجاز رجل مصر القديم في حضارة مازالت تثير فضول وغموض محبي تاريخها لاسيما الغربيين الذي يقدرون قيمة الاثر الفرعوني اكثر من غيرهم منذ ان بدات رحلات الاستكشاف لفرق التنقيب الغربية إبان حقب الاستعمار الاوروبي على مصر وتحديدا الفرنسية والبريطانية.

ان اصرار الدولة اليوم على استضافة مثل هذه المعارض في البلاد يعبر ايضا اننا امام فرصة لرسم عاصمة البحرين الثقافية على المستوى الخليجي خصوصا في ظل تنافس دول المنطقة على تبني وخلق مشروعات ثقافية ضخمة تضعها في مصاف العواصم الكبرى مثل امارة أبوظبي.

ان التفكير في هذا الجانب له ايجابياته الكثيرة لكن حبذا لو يتم تبني المشروع الثقافي بطريقة يستفاد بها من تجارب الدول الاخرى وخصوصا في مجال العروض المتحفية فهناك ايام تخصص بالمجان واخرى بالدفع الرمزي او مثل ما هو معمول في واشنطن ولندن تكون زيارة المتاحف بها مجانية عدا عدد قليل منها.

ان تجديد العروض المتحفية واحتضان معارض الآثار من مناطق العالم المختلفة هي خطوة نأمل ان تستمر على مدار العام وليس فقط ضمن فعاليات «ربيع الثقافة».