أشعل رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني شرارة في الدقائق الأخيرة من جلسة النواب أمس الأول، ولحد الآن ليس مفهوما لماذا أشعل والد الجميع (أبو محمد) الجلسة... فمن ناحية إجرائية تفاجأ الجميع بأن رئيس المجلس لديه مقترح برغبة (على وجه السرعة ولم يكن مطروحا على أجندة الجلسة) بأن تقوم الحكومة بفتح حسابها الاحتياطي وأن تدفع إلى الذين تضررت ممتلكاتهم أثناء ما أسماها بـ «أحداث التسعينات».

عدة أمور غريبة وعجيبة في هذا الطرح... أولا لماذا الطرح المستعجل في الدقائق الأخيرة من الجلسة؟ فلقد كانت هناك فرصة أربع سنوات ماضية كان رئيس المجلس يرفض طرح مثل هذه الموضوعات...

ثم لماذا لم يدرجها في الأجندة؟ أوليس لديه كل الصلاحيات لتخطيط جدول الأعمال لجميع الجلسات؟ لماذا لم يطرح أنه ينوي فعل ذلك، ويفسح المجال لجميع النواب للاستعداد؟

ثم لماذا ذكر المباني والممتلكات فقط؟ فلقد كانت المعارضة تطالب منذ 2001 بضرورة تعويض ضحايا التعذيب، والجمعيات الحقوقية تحتفل كل عام في 26 يونيو/ حزيران باليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب (وهو يوم تحييه الأمم المتحدة)، ورئيس المجلس لم يبدِ أي اهتمام بهذا الاحتفال السنوي ولم يشارك الحقوقيين أو الأمم المتحدة في دعوتهم لتعويض ضحايا التعذيب... لماذا إذا وبصورة مستعجلة ومفاجئة يطالب بتعويض المباني والممتلكات فقط؟

المحير في الأمر أن رئيس المجلس طرح الموضوع مباشرة بعد أن قد دعا نواب (بصورة مستعجلة) إلى إصدار بيان استنكاري بشأن ما حدث للشاب الفقيد عباس الشاخوري... وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال: هل كان رئيس المجلس يربط بين حادث غامض راح ضحيته شاب من قرية تقع في المنطقة الشمالية، وان هذه القرية كانت واحدة من نقاط الالتهاب في سنوات انتفاضة التسعينات؟ بمعنى آخر: لماذا يربط رئيس المجلس بين إصدار بيان مستعجل بشأن الشاخوري وتعويض الممتلكات بصورة مستعجلة؟ فهذا ربط غير موفق، وتسييس غير مبرر لحادث تسعى كل الأجهزة المعنية في الدولة، وكل المخلصين من المواطنين، إلى إبعاده عن التسييس، لأنه فعلا حادث مؤسف وفجيع، وشخصيا أستبعد أن يكون الاستهداف له بعد سياسي مباشر (اللهم إلا اذا كان رئيس المجلس لديه معلومات بعكس ذلك).

إذا، لماذا أشعل الظهراني شرارة؟ فتلك الشرارة أشعلت ردود فعل نواب اتهموه بأنه يهتم بالحجر وينسى البشر! لماذا استعجل في الأمر بهذا الشكل؟ إذا كان ولابد: لماذا لم يتحدث عن مقايضة شاملة يتم فيها تعويض البشر (ضحايا التعذيب والقتل خارج القانون)، ويتم بعد ذلك تعويض المباني والممتلكات؟ أسئلة اشتعلت مباشرة بسبب شرارة الظهراني.