اختُتِمت جلسة مجلس النواب أمس أعمالها بـ «هوشة» من العيار الثقيل، تبودلت فيها الألفاظ الجارحة بين النائب الوفاقي محمد مزعل، ورئيس المجلس - بنفسه - خليفة الظهراني، في حادث هو الأول من نوعه الذي يشهدها المجلس النيابي الجديد، والذي كان كثيرون ينتظرون/ يتوقعون أن يحدث. الظهراني - الذي فاجأ المجلس في نهاية جلسته أمس بمقترح تقدم به بصفة الاستعجال لتعويض أصحاب المنازل التي تضررت جراء حوادث التسعينات - واجه هجوما عنيفا من أعضاء كتلة الوفاق النيابية الذين استنكروا أن يقدم هذا المقترح متجاهلا تعويض المتضررين بالسجن والتشريد من الحوادث نفسها، وهم الذين ذاق الجزء الأكبر منهم هذا السجن والتهجير في تلك الفترة نفسها.
لعب هذا المقترح على الوتر الحساس بالنسبة إلى هؤلاء؛ لأنه قزّم - في رأيهم - كل ما قدموه من «تضحيات» بقيت في ذاكرتهم، ولو محيت من الذاكرة العامة. وقاد مزعل ثورتهم تلك بحديث فقد فيه أعصابه، حتى تحول المجلس إلى ساحة لتبادل الاتهامات والنظر في تاريخ كل منهما.كان من المتوقع أن يحصل حادث من هذا النوع ولو طال هدوء الكتل ودبلوماسيتها مع بعضها، فلكل منها أجندة سياسية وتاريخ يختلف عن الآخر اختلافا واقعيا، يغذيه يوميا ضغط الشارع الذي لفحت به نيران الطائفية التي لا يُعلم مداها. هذه «الهوشة» - على صغرها - ربما تحمل قريبا «هوشات» أخرى أبطالها آخرون من داخل المجلس في موضوعات أخرى، وهذا ما يُخشى منه.
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1678 - الثلثاء 10 أبريل 2007م الموافق 22 ربيع الاول 1428هـ