العدد 2253 - الأربعاء 05 نوفمبر 2008م الموافق 06 ذي القعدة 1429هـ

فلسفة تعليمية تعتبر الأطفال مدرسين

من منّا لا يذكر أيام الدراسة بكل ما فيها من حلاوة وجمال ومرارة وقسوة إن شاء التعبير من ينسى يوم إن يحشر الطلبة في أتون الامتحانات ويعصرون عصرا في جداولها الزمنية الضيقة حيث يضطرون للسهر ساعات طويلة في محاولة بائسة للحاق بركب جدول الامتحانات وتغطية المنهج الدراسي الذي تفرض فصوله كاملة وخاصة آخر العام الدراسي وكما يروق للبعض إن يقول (الكتاب مطلوب من الجلدة الى الجلدة) وتكون الفواصل الزمنية بين كل امتحان وآخر هي تلك الفسحة الزمنية بين يوم والذي يليه وعلى الطالب أن يدخر كل جهد ممكن في هذه الساعات القليلة المتاحة للتوفيق بين حاجاته الجسدية من أكل ونوم وراحة وحاجاته الدراسية من مذاكرة لساعات طويلة تستحوذ على نصيب الأسد من تلك الفواصل المتاحة.

ولو جاز لنا أن نقسم الفصل الدراسي في مراحله الابتدائية المتقدمة والإعدادية والثانوية فإننا نقع على أربع فئات من الطلبة. المدهش في الأمر أن اثنتين من هذه الفئات تتقدمان الصدارة وتكونان حاضرتين في أذهاننا على الدوام اعني الطلبة المتفوقين والمشاكسين على حد سواء، أما الفئتان الأخريان فهما تتأرجحان بين الطلبة جيدي الأداء وما دونهم والذين لا نتذكرهم كثيرا فهم في الغالب إما كتومين دئوبين يسعون بجهد كبير يشكرون عليه لاجتياز الامتحانات أو من هم من الفئة جيدة الأداء ولكنهم غرقوا في عادة الكسل فهم لا يوفون الفروض والواجبات المنزلية الدراسية حقها من المذاكرة ويقع جل اعتمادهم على تحصيلهم الدراسي أثناء الفصل.

أما الفئة الرابعة فهم في آخر الركب وهم من يطلَق عليهم جورا الأغبياء وهذه الفئة رغم تدني وضعهم الدراسي إلا أنهم يتبوأون مكانة عالية في ذاكرتنا ربما تزاحم في بعض الأحيان الفئة الثالثة بل من الممكن أن يتقدموا على الفئة الثانية في أحيان كثيرة بهذا الوصف المتواضع سوف نحاول إلقاء بعض الضوء على هذه الفئة المهملة ويكفي أن نتذكر العالم الطبيعي المشهور تشارلز داروين مؤلف كتاب «أصل الأنواع» فقد كان مثلا صارخا لهذه الفئة في طفولته الدراسية وقد بلغ حالا من التردي الأكاديمي؛ ما اضطر إدارة المدرسة إلى فصله إيمانا منها بأنه لم يُخلق ليجلس على مقاعد الدراسة ثم تقوم إدارة المدرسة لاحقا بعد وقت طويل جدا وبعد أن أصبح عالما يُشار إليه بالبنان بنصب تمثال له أمام بوابة المدرسة اعتزازا بانتمائه إليها في أحد الأيام وردا لاعتباره في آن واحد.

في شبكة kpm التعليمية يوصي القائمون على نظامهم التعليمي بأربعة أسباب ومرعيات رئيسية يرون أنه عند اتباعها بعناية وفهم فإنها تقود إلى مخرجات تعليمية ممتازة، وهذه المرعيات هي:

إن الطفل يتعلم بالفطرة، فلا تلزمه تغيير ما يراه هو مناسبا له.

إن الطفل (هي أو هو) كل يتعلم حسب طريقته، ففي الوقت الذي يحبذ فيه البعض الجلوس على مقاعد الدراسة (أعني الفصل) نرى أن البعض الآخر يتعلم ويبدع بشكل أفضل عندما توكل له مهمات مختلفة خارج الفصل الدراسي كالرياضة أو التمثيل والرسم والنحت والطبخ وغيرها من المهارات اليدوية بل يذهب البعض إلى الاعتقاد أن حشر هذه الفئة في المقاعد الدراسية ضمن أطر زمنية (أعني الحصص) والتزامهم بالتعبير عن فهمهم للمنهج الدراسي باجتياز فروض أخرى ضمن أطر زمنية محسوبة ومحددة كالامتحانات اعتداء صارخ على استقلاليتهم، لذا يرى المربون في شبكة ك ب م التعليمة أن يترك الأمر للطفل منذ المراحل الأولى كامل الحرية لعمل ما يجب في المدرسة سواء كان ذلك داخل الفصل الدراسي أو خارجه وبذلك نعينه على أن يتفهم الدراسة على أنها امتداد لما يعرفه ويختبره في الحياة أما إذا صغنا المناهج الدراسية بحيث تسير جنبا إلى جنب مع ميوله وهواياته وتطلعاته فقد كسبنا الاثنين التلميذ على الشكل الذي هو عليه من رغبته وحبه للتعليم بالطريقة التي يراها هو، أما الأمر الآخر فهو الحب المنقطع النظير للمدرسة متى وجد فيها ضالته، وهذه من أصعب التحديات التي تواجه الأجهزة التعليمية في الكثير من أقطار العالم مع معظم الفئات والفئة الرابعة تحديدا، قد يتساءل البعض ما الوسائل اللازمة لتطبيق ذلك وهل نحتاج إلى مدارس خاصة من نوع ما؟ والجواب نعم مدارس خاصة تتفهم حاجة الأطفال منذ نعومة أظافرهم في الحضانة ولكن ليس بالضرورة مدارس ذات تقنية عالية، فمن الممكن أداء الكثير من المهمات للأطفال في فناء المدرسة، بمعنى انه بالإمكان أن يكون الفناء كبيرا في قاعة مكيفة في البلدان الحارة والباردة ومن الممكن أن يكون الفناء ساحة أو تحت ظل شجرة، فالأطفال متى وجدوا الرعاية والحب يصبح المكان أمرا ثانويا.

أما التوصية الثالثة لشبكة ك ب م فهي أن الأطفال يجب أن يحصلوا على حق التعليم والكرامة (أعني بالشكل الذي يصون كرامتهم عن الأذى والمهانة) كما يجب أن نعي أن الأطفال يتفاعلون مع الآخرين ويتواصلون بمشاعرهم بالطريقة نفسها التي يتواصل بها الكبار بأفكارهم وعلى البالغين فهم هذا الأمر عند الأطفال جيدا عند القيام بواجباتهم التعليمية نحوهم. وفي هذا الصدد توصي مجموعه ك ب م التعليمية أن يعامَل الأطفال معاملة خاصة تستوجب فهم حاجاتهم واهتماماتهم حتى يتسنى للقائمين على تربيتهم بناء علاقة حميمة معهم تشمل احترام آرائهم واهتماماتهم وأن لا يبدوا أي امتعاض أو غضب أمام الأطفال وأي شكل من أشكال العنف الجسدي أو النفسي، بل إن تحسيس الطفل بخطئه يجب أن يكون بمنتهى الكياسة واللباقة بحيث لا يؤثر ذلك بشكل أو بآخر على علاقته بالمدرس مهما كان ذلك الخطأ أو درجته، ولم لا، فنحن نعلم أن بناء العلاقة مع الطفل تتطلب أن يدخل الكبار إلى عالم الصغار وليس العكس وأن يتفهم الكبار الطفل بكل ما فيه من عفوية وبراءة وأن يولوا حسن الظن بالطفل جل اهتمامهم وبذلك يستطيع المدرس أن يبني جسرا من العلاقة المتينة مع الطفل لا يهز أركانها أي تصرف خاطئ يصدر منه، وهذه هي التوصية الرابعة تدشين علاقة حميمة مع الطفل أو التلميذ.

أما النتائج المترتبة على ذلك، ففي هذا الجو من الحرية المنزهة والحب، فإن كل ما في جوف الطفل يخرج للعلن وبذلك تكون أمام المدرسة الفرصة المناسبة لمعالجة أي مشكلة يعاني منها الطفل سواء كانت ذات علاقة أو صلة بالمدرسة أو ذات جذور اجتماعية ذات العلاقة بالبيئة أو المنزل الذي نشأ فيه الطفل وهنا يناط الأمر بالمرشدات والمشرفات الاجتماعيات للتواصل مع عائلة الطفل للوقوف على أسباب المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها مع مراعاة المتابعة للحالة حتى تزول الأسباب تماما.

إبان فترة الدراسة في مدرسة السلمانية في الستينيات عرفت أحد الطلبة من الفئة الرابعة ولا اعتقد أن أي أحد من الجهاز التعليمي أو من الطلبة الذين عاصروا تلك الفترة لا يتذكر هذا الاسم (محمد بويان) هذا الطالب كان مغرما بالرياضة وكان مبدعا فيها فقد كان كابتن المدرسة في كرة القدم والطائرة وغيرها من الألعاب وقد أولاه مدرسو الرياضة جزاهم الله ألف خير كل محبة واهتمام واستطاعوا أن يؤسسوا معه علاقة حميمة صنعت منه أسطورة جميلة في مدرسة السلمانية، فرغم حدة طبعه ولجوئه إلى العنف في بعض الأحيان إلا أن تفوقه الكبير في الرياضة كان حافزا لمدرسي هذه المادة أن يحتضنوه ولذا كان يسير في المدرسة كالعملاق لا يعرف الخجل أو الخوف إلى قلبه مكانا لقد كان متمردا على النظم الدراسية السائدة ولكنه استطاع بمهاراته الجسدية أن يقنع المدرسة أن مكانه الحقيقي فى ساحات اللعب وليس على مقاعد الدراسة في الفصل ونجح في هذا الأمر بجدارة، صحيح أن هناك الكثير من الطلبة المتفوقين في الرياضة وغيرها ولكن بويان كان نموذجا للفئة الربعة فهو لا يحضر الفصول الدراسية ولكنه بفضل حب مدرسي الرياضة وتشجيعهم له أصبح يحب المدرسة ويواظب على الحضور وهذه مفارقة غريبة فقلَّ أن تجد طالبا من الفئة الرابعة يحب المدرسة على هذا النحو لذا لن تصدق بل وتندهش عندما ترى هذا الطالب المتدني في الفصل ينطلق في الملعب كالفهد وهذا أحد الأمثلة التي عاصرناها أنا وكثير من زملاء الدراسة فى تلك الفترة وتعرفنا عن قرب على محمد بويان وبقي ملازما لذاكرتنا حتى الآن.

ونحن إذ عاصرنا فترة الستينيات كنت لحسن الحظ من الفئة الأولى ولازلت أذكر بعض المدرسين الأفاضل الذين كنا نجد فيهم الإنسان قبل المدرس ومنهم على سبيل المثال استاذنا العزيز إبراهيم مصطفى والأستاذ الفاضل مصطفى أبو اللبن والاستاذ عزيز الخواجة هؤلاء السادة الأفاضل قدموا للطلبة الكثير واستطاعوا بإنسانيتهم العالية أن يبنوا مرتبة عالية من الاحترام في نفوسنا وزخما عاليا من الود لا يبارح الذكر على رغم السنين وفي هذا السياق لازلت أذكر الأستاذ الفاضل شوقي قمبر حيت كان مربيا للفصل في الصف الرابع الابتدائي (ب) وقد كانت له أفكار مختلفة عن مدرسي جيله منها انه يميل إلى وضع الفئة الرابعة في الصفوف الأمامية من وقت لآخر وهي ظاهرة لفتت نظري كثيرا فقلَّ أن تجد أحدا من المدرسين في تلك الحقبة يولي هذه الفئة مثل هذا الاهتمام، وعلى رغم حدة طبعه أحيانا إلا انه يملك قلبا كبيرا، أما الأشياء الأخرى الرائعة في شخصية هذا الرجل انه يبش لك ويسلم عليك إذا لقاك في مكان ما خارج المدرسة وأنا على يقين انه مازال يقيم علاقة مميزة مع كل رؤسائه ومستخدميه في كل الحقول التي عمل بها بعد التدريس.

أما الاستاذ ابراهيم مصطفى فهو من خيرة المدرسين خلقا وأمانة ومن الناس الذين أودع فيهم رب العباد من الصفات الجميلة التى جعلتهم موضع ثقة ومحبة كل الطلبة لذا وقع عليه الاختيار العام 1966 لإدارة مدرسة اليرموك وهي قصة طريفة وتوجه إنساني وذلك بحصر الفئة الرابعة في مدرسة السلمانية ووضعهم في المدرسة المذكورة... الجميل في الأمر ان الاستاذ إبراهيم يصف تلك السنة فيقول لقد كانت تلك الفترة من سنوات التعليم الذهبية فقد وجدت في هذه الفئة من الحب والوفاء ما جعلني أعيد النظر في تقييمي إليهم فمواقفهم التطوعية المشرفة تنم عن حب واحترام كبيرين لشخصي لا لسبب إلا أنهم وجدوا في الشخص الذي يتفهم حاجاتهم والصعوبات التعليمية التي يواجهونها لذا كان تَرْك الأستاذ إبراهيم للتعليم فى السنوات اللاحقة خسارة كبيرة لكل الطلبة والفئة الرابعة على وجه التحديد.

لقد قرأت التوصيات التي خرجت بها شبكة ك ب م التعليمية والتي جعلت من مدرسة ك ب م المشهودة في ولاية كيرلا مثالا حيّا لها منذ العام 1987 وقد قمت بزيارة تلك المدرسة العام 2005 رغبة مني في التعرف على النمط المتبع هناك وكان ذهني يضج بالأسئلة الكثيرة حول الفئة الرابعة والتي على مدى عقود كثيرة قد أجحفت حقوقها كثيرا لا لشيء إلا أنها تتمسك بحقها الطبيعي والفطري في الحياة وهو رغبتها في التعلم ولكن بالطريقة التي تراها مناسبة والتي ليست بالضرورة في الجلوس على مقاعد الدراسة واجتياز امتحاناتها التحريرية المقررة. وقد هالني ما رأيت من أمور الطلبة هناك فمنذ اليوم الأول عهدوا إلى أحد المدرسين أن أكون مساعدا له وعلى رغم حال المدرسة المتواضع إلا أنك لن تصدق ماذا صنعت هذه المدرسة من تلاميذها الصغار فقد نشأ القلة بحال الكثرة، وهذه نبدة صغيرة لمحادثة شفوية نابعة من فضول طفل صغير لزائر غريب هو أنا:

«من أنت ؟ إنا فلان.

ماذا تفعل هنا؟ أنا مدرس مساعد.

مند متى؟ مند اليوم...

من أين أنت؟ من البحرين...

البحرين...؟ أين تقع البحرين؟ إنها في الخليج العربي بالقرب من أكبر دولة نفطية في العالم تدعى المملكة العربية السعودية. فأومأ برأسه علامة على الفهم».

عندها سألت الأستاذ كم عمر هذا التلميذ فقال 8 سنوات. يا إلهي 8 سنوات ويسأل كل هذه الأسئلة؟... نعم فجو المدرسة المفعم بالحرية والحب يشجع الطلبة ويعجل بظهور نبوغهم فلا تستغرب هذا الأمر.

في نهاية اليوم وقبل أن أودع المدرس جوبال قال لي نسيت أن أذكرك بأمر آخر، اعلم أن الأطفال هنا يعاملون بحب وكياسة لا بدلع ورخاوة حتى يكونوا متماسكين أشداء وهذا هو المطلوب، فلا تنسى أمرا آخر... لا تقل كلمة لا لأي طالب هنا مهما كانت الظروف والأسباب أتعرف لماذا؟ لأنها تصنع حاجزا نفيسا بين الطالب وطموحاته من جهة وبينه وبين الآخرين من جهة أخرى ولذلك نستعين عنها بكلمة اهدأ، لم لا تجرب طريقة أخرى... فكر في وسيلة مناسبة. ساعتها أقفلت عيني وتخيلت في نفسي ترى لو حظى محمد بويان وأولاد أم حسن في حينا في النعيم الشرقية وغيرهم من تلك الفئة بهذا النوع من التعليم ترى ماذا سيكونون عليه الآن؟

أليس هذا عذرا كافيا للعتب على النظم التعليمية السائدة؟ أنا لا أميل إلى وصفها بالجائرة مازلت اسأل نفسي أما آن الأوان لإعادة النظر في رفع مستوى التعليم حتى يشمل الفئة الرابعة وينتشلها من النفق المظلم الذي أدخلت فيه صحيح ان القسم الصناعي قد ساهم في حل مشكلة البعض (أعني الفئة الرابعة) ولكن مازال عليهم اجتياز القسم الاكاديمي للمرحلة الابتدائية هذا ان استطاعوا الى ذلك سبيلا.

في كل شهر يتردد الكثير من الاوروبيين والفرنسيين والأميركان على مدرسة KPM في ولاية كيرلا في لهفة شديدة للتعرف على نظمها التعليمية الرائدة وان يضعوا أول بصمة لهم هناك كأول رواد ولم يكتفوا بزيارة المدرسة بل درج الكثير منهم على المكوث فيها أسابيع وشهورا وبإصرار شديد لم ينسوا أن يأخدوا كل الكورسات المتاحة للمدرسين هناك القصيرة والطويلة ويعودوا... بحصيلة جميلة جديدة هي ثمرة مكوثهم هناك ثم السعي بخطى حثيثة لتطبيق تلك الأنظمة في بلادهم وقد أثمرت تلك الزيارات المتكررة... عندما وضع هؤلاء الرواد حجر الأساس الثاني لهذا النظام في ولاية تكساس أوستن الأميركية حيث تم فتح فرع لهذه المدرسة هناك ولم يكن الفرنسيون بأقل منهم حماسا فهم في الطريق إلى ذلك... لقد خرجت مدرسة ك ب م على مدى 21 عاما ثلاث دفعات حتى الآن التحق الكثير منهم بالجامعات المختلفة وبعظهم التحقوا بالأعمال المختلفة في كل مجالات تخصصاتهم الجامعية... ولكن هؤلاء الطلبة في كل مكان ومحفل يتواجدون فيه يتركون بصمة كبيرة... ويُشار إليهم بالبنان بأنهم النخبة من خريجي مدرسة ك ب م، أجل إنهم بشر مثلنا. ولكنهم من طينة مختلفة.

يقول لي بعضهم مازحا: من الممكن أن تعلم كل شيء لكني لن أعرف العنف بأي شكل من الأشكال مادمت حيا.

العدد 2253 - الأربعاء 05 نوفمبر 2008م الموافق 06 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً