العدد 2253 - الأربعاء 05 نوفمبر 2008م الموافق 06 ذي القعدة 1429هـ

رؤية واقعية لفلسفة وتجربة ماليزية

صدرت حديثا الطبعة السادسة من كتاب «مهاتير محمد... عاقل في زمن الجنون»، تأليف: عبدالرحيم عبد الواحد، عن دار ميديا هب انترناشيونال ومقرها دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، فيما لاقت الطبعات الخمس السابقة إقبالا كبيرا من قبل القراء وخاصة خلال معارض الكتاب على مدار السنوات الخمس الماضية. وفي الوقت نفسه من المقرر ان تصدر النسخة الانجليزية من الكتاب نفسه قبل نهاية العام الجاري حيث سيتم تدشينه في العاصمة الماليزية (كوالالمبور) من قبل صاحب السيرة الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق.

ويُعتبر الكتاب هو الأول من نوعه باللغة العربية الذي يرصد مفردات التجربة الماليزية الشاملة، كما يجسد رؤية واقعية للتطورات والتجارب والظروف التي عاشتها ماليزيا وكيفية الخروج من الأزمات ومواجهتها والتغلب عليها، إضافة الى استعراض للدور الماليزي في دعم وتعزيز الانشطة الاقتصادية والتجارية بين الجانبين والتواصل المستمر مع دول العالم الإسلامي والدول العربية إذ يركز على فلسفة مهاتير وتجربته ورؤيته السياسية والاقتصادية والإسلامية طوال 22 عاما من توليه منصب رئاسة الوزراء التي تركتها في اكتوبر/ تشرين الأول 2003. يقع الكتاب الذي صدر قبل أيام، في 480 صفحة من القطع المتوسط، واصدرته «ميديا هب» للنشر ومقرها دبي، فيما يبدي الكاتب د. عبدالرحيم عبد الواحد، اعجابا شديدا بمهاتير منذ الحروف الأولى لكتابه حيث يقول في الأسطر الأولى من المقدمة مدللا على ذلك بالكثير من الوقائع والمواقف السياسية والنظريات الاقتصادية والاجتماعية والرؤى الدينية المتميزة بما تتناسب مع ماليزيا الإسلامية الآسيوية، ويقول: «بهامته الشامخة كما هي ماليزيا، وبساطته وتواضعه، يسطر الدكتور مهاتير أروع الأمثلة الإنسانية التي جاءت وليدة قناعاته ونظرياته وفلسفته الحياتية، حيث قاد بلاده إلى النهضة والتطور ومن ثم إلى بر الأمان بعد مشوار طويل من التضحيات، فيما سطرت أفكاره ومواقفه سجلا حافلا من النظريات التي يستحق عليها التكريم بأنبل الشهادات تقديرا لوفائه لوطنه وشعبه وأمته الإسلامية، كما دوّن برؤيته الثاقبة وحكمته الراسخة، سياسة ماليزيا وحدد أهدافها التي حققت الرخاء والتنمية بعد أزمات ومؤامرات كادت تعصف بإنجازات الشعب الماليزي، كما تحولت في عهده الأحلام إلى حقائق على أرض الواقع بعد ان حمل الأمانة التاريخية، مستعينا بالصدقية التي تحكم مشاعره وتحدد سلوكه. إنه مفخرة كل من يعرف دقائق شخصيته وحياته اليومية. كما انه يُسمي الأشياء بأسمائها، ويضع الأمور في نصابها الصحيح ويعطي القضايا ما تستحقه، فهو قائد ذو ثقافة عالية يعطي دروسا في التاريخ والدين والإنسانية والأخلاق. لم يقل شيئا يجافي المنطق أو بعيدا عن الواقع، رجل حضارة وفكر وسلام، استطاع جذب انتباه جميع الوطنيين والمحبين للسلام والعقلانيين الباحثين عن مصالح الأمة الإسلامية وسط ركام التخاذل والخنوع والأفواه المغلقة والأيادي المقيدة، ومدافع عنيد وقوي عن الحقوق العربية والإسلامية».

ومن خلال الغوص بين سطور الكتاب وعناوينه وأبوابه وفصوله تتضح للقارئ الأهمية القصوى لموضوعاته من حيث انها تمثل دراسة فكرية وواقعية لفلسفة مهاتير محمد على كل الصعد المحلية الماليزية والاقليمية والعربية والاسلامية والدولية، وفي الوقت نفسه شموليتها بحيث تغطي جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والدينية... الخ. وينقسم الكتاب الى 10 أبواب و42 فصلا، تناولت كل مفردات التجربة الماليزية الغنية بتجارب مثالية نادرة الحدوث في عالم اليوم، بما يمكن معه القول بأنها تجربة فريدة تستحق الدراسة والبحث والاقتداء بها.

العدد 2253 - الأربعاء 05 نوفمبر 2008م الموافق 06 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً