بعض الذين يخرجون في احتجاجات واعتصامات في قرى مختلفة ولأسباب مختلفة يستمرون في التخريب حتى أوقات متأخرة تتجاوز الساعة 11 ليلا، الأمر الذي يجعل قوات الأمن والشرطة تستمر في مواجهتهم، بإطلاق الرصاص المطاطي ومسيلات الدموع. وفي الحقيقة فإن الموقفين السابقين غير مقبولين على الإطلاق، بدليل استياء وإدانة أبناء قرى أبوصيبع وسار والسنابس لما يجري، وتحديدا الحرائق التي تنتشر في الطرقات والشوارع الرئيسية متسببة في تخويف الناس، والاختناق الذي يصيبهم جراء رمي مسيلات الدموع. المهم في الموضوع هو أسلوب المواجهة الذي تتعامل به وزارة الداخلية؛ إذ إن رجال الأمن يقومون بالتصدي لهؤلاء من خلال إلقاء الرصاص المطاطي الذي يصيب المنازل، كما أنهم يلجأون إلى إطلاق مسيلات الدموع الحارقة وبكثافة، التي أحيانا «تسوّد» السماء قبل حلول الليل بأكثر من ساعة، بينما نرى أن كل ذلك يتم وسط الأحياء السكنية! لابد أن يراعي رجال الشرطة عند مواجهتهم لأي عمل تخريبي أنهم يمرون في أحياء سكنية وما بين منازل إن لم يكن فيها أطفال فهي تضم كهولا وشيوخا، ومرضى قد يذهبون ضحية اختناقهم بمسيلات الدموع. ويا حبذا لوراعت وزارة الداخلية وأكدت على عناصرها أنهم يمارسون عملهم في أحياء سكنية مليئة بالبشر، فلو تخيلنا أن رجل هرما ومقعدا في الوقت نفسه اختار الجلوس في فناء منزله لذهب ضحية مسيلات دموع عشوائية، ولما استطاعت وزارة الداخلية أو غيرها أن تعيد في روحه الحياة.
إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"العدد 1676 - الأحد 08 أبريل 2007م الموافق 20 ربيع الاول 1428هـ