نكص البحارة البريطانيون المحتجزون سابقا لدى إيران عن اعترافاتهم الأولى، وقالوا عندما وصولوا إلى بلادهم، إنهم اعتقلوا داخل المياه العراقية وإنهم تلقوا معاملة سيئة للغاية مصحوبة بتهديدات.
«كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا» (الكهف: 5). لقد شهد العالم أجمع بأن البحارة كانوا في أحسن وضع أثناء احتجازهم إذ إن صحتهم لم تتدهور قيد أنملة وأظهرتهم الصور التي عرضت على التلفاز يتناولون الوجبات أو يلعبون الشطرنج ويرتدون ملابس رياضية وفي أحيان أخرى خالدين إلى الراحة.
كانت إيران تراهن في تلك الأزمة على المعاملة وفقا للتعاليم الإسلامية، وقد حسمت موقفها تجاه المرأة الوحيدة بين المجموعة فايا تيرني منذ اليومين الأوليين بأنها ستطلق سراحها لولا التصعيد من جانب بريطانيا.
إن مثل هذه التناقضات في التصريحات ليست بجديدة عند الغربيين في تعاملهم مع حكومات وشعوب المنطقة خصوصا مع الدول التي يعتبرونها مارقة. فكم مسئول أو ممثل أو حتى لاعب كرة غربي ذهب بعد توسلات إلى دارفور للاطلاع على الوضع الإنساني للاجئين وعقب رجوعه يصرح بأن هناك إبادة جماعية ويجب الإطاحة بحكومة الخرطوم، وهكذا دواليك إذا زاروا سورية أو زيمبابوي... الخ.
يعتقد الغربيون الزوار أو المفرج عنهم من الاختطاف أنهم بدعاياتهم المضادة ينالون من خصومهم ولكنهم في الواقع يلحقون الأذى بأنفسهم مستقبلا. فماذا لو كفت الدول المارقة عن التعاون أو لجأت الجماعات المتطرفة إلى مجالس شوراها لتحكيم السيف في رقاب من يقع في أيديها (...) إذا من الخاسر؟
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1676 - الأحد 08 أبريل 2007م الموافق 20 ربيع الاول 1428هـ