تستطيع الصورة أن تفعل فعلتها في النائب. ويستطيع النائب أن يفعل فعلته بالصورة. أحدهما قد يعبث بالآخر في تسابق مجنون نحو ممارسة خديعة ما. أما الذي سيتعرض للخديعة، هو الجمهور. سواء أكان المنتصر هو «النائب» أم «الصورة».
الصورة هنا، لا تقف عند حدود الصورة المادية بل تمتد حد اعتبارها الأداة التي يسعى النائب من خلالها إلى تكوين المخيلة العامة للجمهور عنه. وفي هذا الأفق، يقف النواب الوفاقيون مصنمين أمام عدسات المصورين.
تعالوا معا، نصنع مع الوفاقيين أخبارا في الهواء، تعالوا نبالغ معهم في تكرار تحديث «الصورة» وتحميلها ما لا تحتمل من مضامين. لكن، هل ستتغير صورة النائب الوفاقي عند جمهوره تحديدا والتي بدأ جمهورهم في تكوينها. بلا شك، بعض النواب الوفاقيين يعتقدون ذلك!.
غدا، تحترق الصورة أمام الإخفاقات المتوقعة. وسيبقى من أرشيف الصحف أخبار الإنجازات والإخفاقات للذكرى. «الصورة» هنا تختفي ماديا، كما بدأت. ويبدو الوفاقيون - حتى الآن على الأقل - لا يدركون ذلك. وعليه، هم لايزالون حريصين جدا على إرفاق صورهم بأخبار الإخفاق في محاولة للملمة غبار أخطاء الماضي القريب. هل سينجحوا في ذلك. لا تبدو الأمور تسير في هذا الاتجاه أيضا.
إشكال «النائب» و «الصورة»، وإشكال «النائب» و «الأخبار» التافهة التي تزدحم بها قوائم البريد الخاص للصحافيين، إشكالان يصبان في معضلة صناعة «الصورة». ومن باب التعليق ليس إلا أجد أنها الفرصة المناسبة لنقول للوفاقيين طوبى لكم هذا الهوس الجديد بالإنشغال بـ «الصورة» بعد الفكاك أخيرا من هوس «السيارة». إلا أن هذا التغيير في الأولويات البتة لن يكون سببا كافيا في تغيير صورة «نواب الثلاثة آلاف دينار». ستبقى الصورة هي الصورة، ولن تتغير ما لم يُغير الوفاقيون بيئة تكوين الصورة السلبية نفسها. ولا يمر طريق التغيير عبر لجنة تحقيق ضد الثقافة، الوفاقيون أضاعوا الوجهة. وسيكملونها ضد «الثقافة» وحدهم.
يحتاج الوفاقيون اليوم إلى إعادة جدولة أوراقهم داخل المجلس النيابي. يحتاجون أيضا إلى أن يجيبوا على الكثير من الأسئلة التي مازالت عالقة. الوفاقيون بعد أن رموا بالملف الدستوري والملف المثير للجدل عرض الحائط تركوا خط المعارضة الأول مكشوفا لمن أراد التعملق على حساب البحرينيين ومستقبل أبنائهم. وفي ظل التغييب المتعمد - والذي شاركت «الوفاق» فيه - لباقي القوى الوطنية في المعارضة بقت الكاريزمات الخارجة على «الوفاق» رهينة لعبة سياسية إقليمية مدبرة. هدفها صناعة مسرح سياسي بحريني متأزم. نهايته لن تكون بعيدة عن المشاركة في صناعة الصورة السلبية التي تنتظر الوفاقيين نهاية المطاف.
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1676 - الأحد 08 أبريل 2007م الموافق 20 ربيع الاول 1428هـ