عطفا على مقال يوم أمس (الأحد) يبدو أن الأمور تتجه نحو استحواذ حكومة البحرين على نسبة 80 في المئة من شركة طيران الخليج. وربما رغبت المنامة في تملك الشركة بشكل كامل وذلك بحسب ما جاء في مقابلة صحافية مع سمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة. بيد أنه لم يحصل تأكيد لما جاء في المقابلة بشأن احتمال تملك البحرين لكامل أسهم شركة طيران الخليج.
كلفة زيادة الحصة
بحسب المعلومات المتوافرة، تبلغ كلفة زيادة حكومة البحرين لحصتها في الشركة من 50 إلى 80 في المئة نحو 500 مليون دينار (أي مليار و 300 مليون دولار). ويعد هذا الرقم كبيرا بالنسبة للاقتصاد البحريني ،إذ يمثل نحو 38 في المئة من قيمة المصروفات للموازنة العامة للدولة في العام 2005 (بلغت قيمة المصروفات الحكومية الفعلية في السنة المالية 2005 تحديدا 1289 مليون دينار). كما يتوقع أن تعمل الحكومة على تسييل جانب من الاحتياطي العام (والذي يبلغ نحو 800 مليون دينار) أو العمل على الحصول على قروض من أجل تغطية المبلغ.
توسعة الطيران العماني
المعروف أن الحكومة البحرينية ونظيرتها العمانية تمتلكان الشركة مناصفة في الوقت الحاضر. يبقى أن هناك نوعا من التفهم في كل من المنامة ومسقط بأنه من غير الممكن الاستمرار في الوضع الحالي والذي يعني فيما يعني صعوبة اتخاذ قرارات مهمة. يشار إلى أن شركة طيران الخليج تتخذ من البحرين مقرا لها. خلافا لعمان لا تمتلك البحرين ناقلة وطنية.
حقيقة لم يكن من قبيل الصدفة إعلان الطيران العماني حديثا قرار زيادة رأس مال الشركة بنحو أربع مرات إلى 130 مليون دولار لغرض تعزيز نشاطها بواسطة شراء طائرات جديدة. وترغب الناقلة العمانية إلى مضاعفة عدد الوجهات التي تطير إليها إلى 40 وجهة على أن تشمل بعض المدن الأوروبية من بينها لندن وباريس وفرانكفورت وميونخ فضلا عن مناطق متعددة في جنوب شرق آسيا من بينها سنغافورة وكوالالامبور.
تاريخ عريق
يشار إلى أنه تم تسجيل شركة (الخليج للملاحة الجوية) في العام 1950 إبان الانتداب البريطاني. وعليه لم يكن غريبا استحواذ مؤسسة طيران بريطانية على حصة الأسد في الشركة. ونجح الملاك الأربعة (حكومات البحرين وأبوظبي وقطر وعُمان) في شراء حصة الشركة البريطانية وعليه تحول اسمها في العام 1974 إلى (طيران الخليج). لكن الأمورتغيرت في غضون العقود الثلاثة التالية بعد خروج كل من قطر ومن ثم أبوظبي من الشركة. ولوحظ بأن كلا من قطر
وأبوظبي قررتا تركيز الجهود على النهوض بناقلة وطنية خاصة بها. والإشارة هنا إلى كل من (القطرية) و(الاتحاد) إذ تم تتويج كل منها كناقلة وطنية في قطر والإمارات.
يشار إلى أن الرئيس التنفيذي الجديد للشركة (أندريه دوزيه وهو مواطن سويسري) بدأ مهام عمله في بداية شهر إبريل/ نيسان الجاري خلفا للاسترالي جيمس هوغن. وكان هوغن قد ترك منصبه قبل عدة أشهر إذ أصبح رئيسا تنفيذيا لشركة الاتحاد التابعة لحكومة أبوظبي.
المؤكد بأن الأسابيع والشهور القليلة المقبلة حبلى بالتطورات فيما يخص مستقبل شركة طيران الخليج والمستقبل الوظيفي لمئات الأفراد من البحرينيين والعمانيين والجنسيات الأخرى. كما يتوقع أن يفتح مجلس النواب تحقيقا في المشكلات المادية التي مرت بها الشركة في الآونة الأخيرة وخصوصا تعرضها لخسارة بلغت 129 مليون دينار في العام 2006.
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1676 - الأحد 08 أبريل 2007م الموافق 20 ربيع الاول 1428هـ