أكثر من أسبوع مر على حادث الطلق الناري الذي أصيب به عباس الشاخوري... ومازال ممدا على سرير مجمع السلمانية الطبي يصارع الموت في صمت، بينما يتوافد الجراحون من خارج البلاد لمعاينة حالته الصحية... الشاخوري مستسلم ليد الجراحين وصامد في وجه الموت ولكن، إلى متى؟

قضية الشاخوري هذه باتت قضية شعب البحرين كله... فالكل يترقب صحوة الشاخوري من غفوته... لجانب إنساني وعاطفي أولا. والأمر الثاني، للوقوف على هوية «القناص» الذي لم يقتنص رأس الشاخوري فحسب، بل اراد اقتناص أمن واستقرار البلد بأكمله.

قد يكون الشاخوري نفسه ليس على علم بمقتنصه، إذ قد يكون ليس المستهدف في العملية برمتها، ولكن يبقى «الطلق الناري» الذي يكشف الحال التي وصلنا إليها سالبا للب إلى أن يطلع الناس على الحقيقة... الحقيقة التي نتمنى ألا يطول زمن كشفها، ففي قلب كل بحريني نيران لا يمكن إخمادها... نيران تشتعل لضياع أمن وطمأنينة وراحة بال واستقرار، نيران لتدنيس الصفة التي طالما رفعنا هامتنا ونحن ننشدها «بلد الأمان». نيراننا تلك جسدها الشاخوري في شخصه، لنجد أنفسنا مرغمين على التطلع إلى ما وراء الحادث... إلى المطالبة بالثأر... الثأر لعزتنا وشرفنا وكرامتنا... وبلدنا الذي اغتصب أمنه.

يظل الجراحون يتوافدون... والشاخوري وأهله في انتظار وجل، وأجهزة التحقيق تنبش تبحث عن «قناص» واحد تغلق به ملف القضية... وبربط الحادث بمجموع حوادث «دخيلة» شهدتها المملكة في الفترة الأخيرة، يظل «الملف» مفتوحا بالنسبة إلى شعب بات قلبه معلقا، قلقا... إلى أين سيأخذنا الشاخوري؟!