تعرضت شركة طيران الخليج أخيرا لأوضاع صعبة كشفت حجم المشكلة التي تعاني منها الشركة والتي تتخذ من البحرين مقرا لها. المعروف بأن حكومتي البحرين وسلطنة عمان تمتلكان الشركة مناصفة في الوقت الحاضر.
خسائر ضخمة
وكان مسئولون من شركة (ممتلكات) التابعة لحكومة البحرين قد كشفوا لأعضاء اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس النواب بأن شركة طيران الخليج قد منيت بخسائر قدرها 129 مليون دينار (أي 340 مليون دولار) في العام 2006 على خلفية ارتفاع كلفة التشغيل. والإشارة هنا إلى أمور مثل وقود الطائرات والتأمين ومطالبات العمال بزيادة الرواتب والعلاوات.
يشار إلى أن «ممتلكات» هي شركة قابضة تم تأسيسها اخيرا لغرض إدارة أصول الحكومة البحرينية على أسس تجارية. وربما فهم الأعضاء اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس النواب في البحرين (ومن بينهم كاتب هذه السطور) بأن الجهات الرسمية ربما بالغت في قيمة خسائر طيران الخليج لغرض تبرير ضرورة القيام بعملية إعادة هيكلة كاملة للشركة.
تآكل طائرات البوينج
إضافة إلى ذلك وكدليل آخر على تردي الأوضاع في طيران الخليج، قررت الشركة حديثا إيقاف تشغيل طائرات البوينج التي في حوزتها بعد اكتشاف حالة تآكل في إحدى الطائرات. أيضا ربما أصرت الجهات الرسمية البحرينية متمثلة في شركة (ممتلكات) على توقيف جميع طائرات البوينج كتبرير آخر لمسألة إعادة الهيكلة. ربما يقول قائل بأنه لم يكن مبررا أصلا إيقاف جميع طائرات البوينج لمجرد اكتشاف تآكل في جسم إحدى الطائرات (إلا إذا كانت هناك حاجة في نفس يعقوب).
يذكر أن شركة طيران الخليج تمتلك أسطولا من 34 طائرة (25 من نوع أيرباص و9 طائرات من نوع بوينج). تشمل طائرات الأيرباص أيه 320 و 330 و 340. أما طائرات البوينج فجميعها من فصيلة 767. خلافا لما هو عليه الحال مع بعض الناقلات الإقليمية المنافسة مثل طيران الإمارات والقطرية والاتحاد، لم تقوم الشركة ومنذ فترة غير قصيرة بشراء طائرات جديدة.
دور حيوي في الاقتصاد
الشيء المؤكد هو أن شركة طيران الخليج تلعب دورا محوريا في حركة الطيران في البحرين إذ تعد أكبر مستخدم لمطار البحرين الدولي. تستحوذ الشركة على نحو 70 في المئة من مجموع عمليات المطار. كما تشكل الشركة على نحو 55 في المئة من حركة الطيران في مطار مسقط الدولي.
كما تقوم الناقلة بدور فعال في حركة المواطنين والزوار من و إلى البحرين. بلغ عدد المسافرين المستخدمين لمطار البحرين نحو 7 ملايين في العام 2006. يشار إلى أن مسابقة الفورمولا1 لسباق السيارات تعقد تحت شعار جائرة طيران الخليج.
توظف شركة طيران الخليج أربعة آلاف و 500 موظف بينهم ألف و 500 مواطن بحريني. طبعا لا بد من إضافة أرقام تشمل الآخرين الذين يعملون في مؤسسات تتعامل مع الشركة مثل مكاتب السفر والموردين. استنادا لبعض الدراسات, يبلغ عدد الوظائف المرتبطة بالشركة بشكل مباشر أو غير مباشر نحو 8 آلاف وظيفة. ويعد هذا الرقم كبيرا مقارنة مع نحو 104 آلاف عدد أفراد القوى العاملة البحرينية المسجلين في القطاع الخاص وديوان الخدمة (لا يشمل الرقم المصنفين ضمن خانة العسكريين).
نواصل نقاشنا يوم غد (الاثنين) لدراسة الخيارات المطروحة لمعالجة الأوضاع الصعبة التي تمر بها شركة طيران الخليج.
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1675 - السبت 07 أبريل 2007م الموافق 19 ربيع الاول 1428هـ