وبات الكل يتحدث عن المعجزة الهندية. فقد تحدث تقرير صادر عن بنك الاستثمار في العام 2003، بشأن اقتصادات البرازيل وروسيا والهند والصين وتوقعات بوصول معدل النمو في الهند إلى 5 في المئة. ولكن توقعات المصرف الحالية تشير إلى أن الهند ستتفوق على الولايات المتحدة لتصبح أكبر اقتصاد في العالم بعد الصين بحلول العام 2042.

وتشير توقعات مؤسسة غولدمان ساش - التي يسيطر في الوقت الحاضر تنفيذيون سابقون على الجوانب الأساسية للنظام المالي في الولايات المتحدة، أو يتمتعون بالنفوذ الذي يمكنهم من الإشراف على تلك الجوانب، كما أنهم يشغلون مناصب بارزة في البيت الأبيض - إلى أن اقتصاد الهند سيتفوق على اقتصاد ايطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة بحلول العام 2017. وسيتفوق على اقتصاد ألمانيا بعد 12 عاما واقتصاد اليابان بعد 18 عاما. وأشار التقرير إلى أن «هناك زيادة في توقعات معدلات النمو منذ العام 2003 نظرا إلى ما تم تحقيقه من نمو في الإنتاج». إن إسهام العالم في النمو العالمي سيصبح أكبر (وأسرع) مما جاء في تقرير بنك الاستثمار. وبينما يعتبر الكثير من المختصين في مجال الاقتصاد أن أبحاث مؤسسة غولدمان ساش أداة تسويقية ناجحة لبنك الاستثمار، فإن الكثير في الهند يعتبرونها تأكيدا لأن الهند ستصبح قوة اقتصادية عملاقة.

أما وزير التجارة الهندي كمال ناث، فقد قال في كلمة ألقاها أخيرا: «إننا لم نعد نناقش مستقبل الهند. إننا نقول: إن المستقبل للهند». وعلى رغم دخل الفرد في الهند سيظل أقل من المعدلات السائدة في الدول النامية في المستقبل القريب، فإن تقرير مؤسسة غولدمان ساش يشير إلى ان الهند أمامها فرص عظيمة للنهوض باقتصادها.

وبوسعنا أن نتوقف فقط عند النجاح الذي حققه الاقتصاد الهندي في قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. لم يعد يقتصر نجاح الهنود في إسهاماتها في مجال تكنولوجيا والمعلومات خارج البلاد فحسب، ولكنه تجاوز ذلك ليصل إلى وطنها الأم. فاليوم تعتبر الهند ثاني أكبر مصدر للبرمجيات بعد الولايات المتحدة الأميركية في العالم ويتم فيها تطوير نحو 40 في المئة من البرمجيات المستخدمة في الهواتف الخلوية، كما ينظر إليها على أنها مورد رئيسي (World>s Power House) للمبرمجين والمهندسين الذين تعج بهم كبريات الشركات العاملة في وادي سليكون الأميركي اذ يقدر عددهم هنالك بأكثر من 300 ألف مهندس ومبرمج يمتلكون 750 شركة عاملة في وادي سيلكون وتشكل نسبتهم ما يقرب من 40 في المئة من مجموع مهندسي ومبرمجي الحواسيب هنالك. ومن أشهرهم فينود دام Vinod Dham http://en.wikipedia.org/wiki/Vinod_Dham الذي يعود إليه الفضل في اختراع معالج «Pentium» والمعروف بأب بنتيوم (Father of Pentium)، وسبير باتياSabeer Bhatia http://en.wikipedia.org/wiki/Vinod_Dham و http://en.wikipedia.org/wiki/Sabeer_Bhatia الذي اخترع أول خدمة بريد إلكتروني في العالم (هوت ميل) ثم باعها لشركة مايكروسوفت في العام 1998، وناريندر سينغ كابانيNarinder Singh Kapany http://www.geocities.com/indigate/Dr.%20Narinder%20Singh%20Kapany الذي يعرف على نطاق واسع بأب الألياف الضوئية Optics Father of Fiber

والهند اليوم موطن أصلي لعدد من كبار اللاعبين في مجال التكنولوجيا العالية مثل شركة تي سي إس (TCS) http://en.wikipedia.org/wiki/Tata_Consultancy_Services، و«إنفوسيس»Infosys http://en.wikipedia.org/wiki/Infosys و«وبرو» Wipro http://en.wikipedia.org/wiki/Wipro و«آي - فلكس» I-Flex، وغيرها. كما توجد على أراضيها بعض أهم مراكز البحث والتطوير في العالم خارج الولايات المتحدة مثل مدينة بنغلور ومدينة حيدر آباد. ومن الأسماء المشهورة في قصة نجاح الهند في مجال التكنولوجيا، http://en.wikipedia.org/wiki/Simputer>Simputer http://en.wikipedia.org/wiki/Simputer، واحدة من أولى محاولات تطوير لحواسيب رخيصة الثمن، ونوفا نيت بي سيNova Net PC http://www.novatium.com/products.htm، وهو عبارة عن جهاز حاسوب شبكي يباع بـ 100 دولار للجهاز الواحد ويستخدم خادما بعيدا يتولى معظم وظائف الحاسوب التقليدي وبالفاعلية نفسها، طورته شركة نوفاتيوم Novatium http://www.novatium.com ومقرها في بومباي و «Flexcube ، أشهر الحلول المصرفية في العالم تنتجها شركة آي - فلكس، وبرامج Tally الذي يستخدم في مجال المحاسبة وغيرها. واليوم، إن ما يربو على 500 من كبريات الشركات العالمية تنجز عملياتها من بنغلور وحدها.