أدارت إيران أزمة احتجاز البحارة البريطانيين باقتدار ومن دون ضجيج حتى تم حل وتجاوز الأمر بعد حصولها على اعتذار من لندن لدخول جنودها المياه الإقليمية الإيرانية عن طريق الخطأ.
خلال احتجاز الجنود البريطانيين الذي دام أسبوعين استخدم الغرب وسائل إعلامه لإظهار إيران وكأنها ارتكبت خطيئة بممارسة حقها في الدفاع عن أراضيها وسواحلها تماما كما هو الحال في الملف النووي، لكن طهران واجهت كل هذه الضجة بصبر ودبلوماسية لأنها تدرك أنها على حق حتى تم لها تحقيق ما أرادت.
حققت إيران نصرا دبلوماسيا وأظهرت الوجه السمح للمجتمع الإسلامي إذ عاملت «الأسرى» وليس «الرهائن» كما كان يصور الغرب على أحسن وجه وبحسب تعاليم ديننا الحنيف. عقب وصول الأسرى البريطانيين إلى بلادهم علقت الإذاعة البريطانية قائلة «إنهم وصولوا وقد ارتدوا بذلات أنيقة وكأن طهران تريد أن تقول للعالم، هكذا يعامل المسلمون الأسرى وليس كما يفعل بوش بالمعتقلين في غونتنامو».
نعم هذا جانب من القضية، فالمسلمون يعاملون الناس في كل الأحوال «سلم أو حرب» على أحسن ما يكون، لكنهم للأسف يقابلون بجريرة نفر وقلة منهم باعتبار أنهم لا يستحقون غير القتل والتنكيل. وما يحدث في سجون المخابرات الأميركية في غوانتنامو وغيرها من سجون سرية يوضح الوجه القبيح لقادة الغرب، ولا نقول شعوب الغرب، لأننا ندرك أن هناك من الغربيين من يطالب بإغلاق تلك السجون السيئة السمعة ولا يوافق على السياسات المتبعة في بلدانهم لكن هل يفهم قادة الجبروت هذا الدرس؟
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1673 - الخميس 05 أبريل 2007م الموافق 17 ربيع الاول 1428هـ