بالأمس كانت الرياضة هواية، وتسلية، وتقضية الوقت مع الأصدقاء والأحبة، واليوم الرياضة صارت احترافا ومهنة ومصدرا للرزق، وإذا لم تكن مصدرا رئيسيا للرزق فإنها بلا أدنى شك مصدر فرعي مهم، ولذلك فإن زمن الولاء للقرية أو للمدينة ولى وصرنا في زمن (ألعب لمن يدفع أكثر؟!)، ولذلك فإن البقاء لمن يملك المال وهذه حال طبيعية جدا، فإذا لم تكن تمتلك المال فأنت كالحمل الوديع، وإذا أردت أن تكون أسدا فلا يكفي أن تمتلك المواهب بقدر ما يتوجب أن تكون ناديا من الأندية صاحبة الرصيد العالي في البنك، فالمواهب لن تبقى لك، فهي كالألماس إن تلحظه الأندية الكبيرة في هذا الموسم، لن يبقى لك في الموسم المقبل.
وفي البحرين، والأندية المحلية المسكينة، عدا بعضها طبعا، يعيشون معاناة حقيقية لتسيير أمور النادي من تعاقدات مدربين أو ملابس، وحينما تظفر بلاعب مميز تجد الأندية الكبيرة قد سرقته منك في وضح النهار، بماذا؟! بالمال! ولذلك فالرياضة لا تتطور ولا تتقدم طالما أن المنافسة تقتصر على الأندية القليلة صاحبة المال، وإذا كنا نتحدث عن فقر الأندية، فلا ننسى أيضا واقع الفرد البحريني، ومستوى الدخل العام، وحاجته لمصدر دخل ثان يعينه على الحياة، فإذا كان ناديه لا يدفع، فالبحث عمن يدفع واقع طبيعي، وبالتالي يمكن أن نسمي أنديتنا بالأندية المغلوبة على أمرها.
وفي واقع كرة اليد البحرينية، وأتحدث تحديدا عن نجومها، وهؤلاء النجوم مشهود لهم بالكفاءة العالية، والأخلاق العالية بموازاة أدائهم الرفيع، ولكن مع الأسف صار الخليجيون يتعاملون مع نجومنا تحت قاعدة (الرخيص القوي)، وهذه ليست المشكلة بحد ذاتها، المشكلة أن العملية صارت عشوائية تماما، فصارت أنديتنا في وضعها المادي الضعيف تضع يدها على قلبها من الأندية الخليجية التي صارت تصنف في منتصف الموسم أو في نهايته لملاحقة نجومنا، ما يوقع الأندية ومنها الكبار في موقف محرج في ظل لوائح الاتحاد «المغبرة» التي لا تحفظ حق النادي في لاعبه، حتى أن الأندية السعودية أحدثت أزمة في صفوف المنتخب إبان فترة إعداده للآسياد، حين طلب بعض لاعبي المنتخب لمباراتين أو لمباراة فقط.
والشيء بالشيء يذكر، والحديث ذو شجون حينما نتحدث عن الاحتراف، وحاجة كرة اليد البحرينية إلى أن تدخل العصر الرياضي الجديد، وأعني الدخول في عالم الاحتراف، ولنا أن نلمس حجم التطور اللافت في دوري كرة السلة في البحرين، وكيف ظهر أبناء جزيرة سترة في هذا الموسم! وكيف بدا أبناء النويدرات! صحيح أن فيهم نجوم من أبناء البلد ولكن للمحترفين دور كبير في ذلك لا محالة، فدوري كرة اليد البحرينية لن يتطور ولم يتطور إلا بدخول عالم الاحتراف، فالمنافسة اليوم تقتصر على الكبار الذين دائما ما يأكلون الأسماء الشابة الصغيرة الموهوبة حينما تظهر، والعملية مستمرة إلى ما لا نهاية، وفتح باب الاحتراف بحاجة إلى ضخ أموال في خزينة الأندية حتى تحافظ على لاعبيها وتجلب محترفا أو محترفين في مستوى يناسب قوة الدوري البحريني، حتى تتطور الأندية، وبالتالي يتطور الدوري المحلي.
والأمثلة في هذا الصدد كثيرة، تصور الفارق في التاريخ والمستوى بين كرة اليد في البحرين وكرة اليد في عمان، اليوم دخلت الأخيرة في عالم الاحتراف، وصارت أنديتها تطارد نجوم أنديتنا أيضا، وفي ظل الاهتمام المتزايد هناك سنجدهم قد تطوروا يوما بعد يوما، وفي الوقت الذي كنا نراهم حملا وديعا سنراهم كالأسود، كما حدث في لعبة كرة القدم تماما، لذلك لابد من العمل في هذا الاتجاه سريعا، وإلا سنجد أنفسنا خارج الحلقة الذهبية، فالرياضة التي تخطط (على البركة) لا تنفع اليوم، ولابد أن تكون الرياضة على أساس علمي سليم مدعمة بالموازنات المناسبة.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 1673 - الخميس 05 أبريل 2007م الموافق 17 ربيع الاول 1428هـ
كرة اليد
احببت كثيرا هذا الموضوع ولكن اريد ان اعرف كيف اصبح لاعبة كبيرة في كرة اليد وانا الان العب في فريق كرة اليد وارجوكم لبو لي طلبي
مع تحياتي محبة كرة اليد