بدأ الناخبون الأميركيون أمس (الثلثاء) الإدلاء بأصواتهم لاختيار الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة في انتخابات تاريخية بعد حملة انتخابية طويلة وشرسة, فالجميع متلهف لسماع حصيلة الانتخابات النهائيَّة، ليس فقط في الولايات المتحدة لكن في جميع أقطار العالم وشعوبها.
إن ما يحدث على السَّاحة الانتخابية والسياسية بالولايات المتحدة يُعد مرحلة مهمة، وخاصة أن الأميركي الإفريقي لم يعد محظورا عليه حلم الرئاسة وبالتالي فإن الواقع الحالي يقول «كل شيء ممكن»، بل ويؤكد أن حلم الرئيس ليس بالحلم المستحيل لأي مواطن أميركي, وهو أمر مثلا بعيد المنال في منطقتنا العربية بل وإنْ فكر المواطن العربي لمجرد التفكير فإنه إما يوصف بالجنون أو يزج به في السجون.
فالمرشح الجمهوري جون ماكين قال في برنامج الطَّبخ الشهير «رايتشل ري»: إنه لم يفكر يوما أن يسعى ليكون رئيسا لبلاده وهو الذي كان مجرد ضابط صغير في البحرية, لكنه علق مبتسما «هذا هو الحلم الأميركي»، وأجابته رايتشل ري «من كان يصدق أنني سأحظى بهذه الشهرة وأطل على الناس ببرنامج طبخ وأنا التي كنت في يوم أعمل نادلة في أحد المطاعم... صحيح هذا هو الحلم الأميركي».
المرشح الديمقراطي باراك أوباما الذي ولد لأب من أصل أفريقي يدعى حسين وأم أميركية ليبرالية طالب الأميركان بأن يكتبوا فصلا جديدا في التاريخ الأميركي إن انتخبوه وهو الذي لم يحلم بالرئاسة يوما.
كلام أوباما لم يأتِ من فراغ بل جاء ضمن جهود دامت عامين تقريبا بسبب تفوقه الخطابي وأدائه الحالم الذي أقنع الكثيرين بتأييده وأحدث تحولا في قطاعات كثيرة من المحافظين والمترددين تحت شعار «التغيير»، كما جذب الذين لم يعبأوا بالعملية السياسية كثيرا وخاصة الأفارقة السود.
انتخابات 2008 درامية من الطراز الأول، ليس فقط لأنها تشهد تنافس مرشح أميركي من أصول افريقية للرئاسة، ولكن أيضا لأنها تأتي في وقت تمر فيه الولايات المتحدة بأزمة مالية خطيرة بدأت تؤثر بشكل مباشر على حياة الأفراد وربما في تحقيق أحلامهم، وذلك بسبب المخاوف من سقوط نجم الولايات المتحدة كقوة منفردة على مستوى العالم.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2252 - الثلثاء 04 نوفمبر 2008م الموافق 05 ذي القعدة 1429هـ