تولي الولايات المتحدة هذه الأيام المؤسسات التعليمية العربية الأميركية - الأميركية، المزيد من الاهتمام من أجل إذابة الجليد بينها وبين العواصم العربية. وتتطلع واشنطن نحو المؤسسات التعليمية العربية - الأميركية من أجل مساعدتها في هذه المهمة التي تبدو في غاية الصعوبة. ومثل هذا الدور ليس جديدا على الجامعات الأميركية في العالم العربي، فبعضها موجود منذ قرن من الزمان، ولكن الاهتمام بدورها كأداة من أدوات الدبلوماسية العامة برز في ظل مجموعة السياسات التي تبنتها الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول مثل ما أصبحت واشنطن تطلق عليه «مجابهة الإرهاب، وحرب الأفكار».
ففي يناير/ كانون الثاني الماضي، وصف رئيس لجنة الحادي عشر من سبتمبر النائب السابق لي هاملتون هذه الجامعات بأنها مراكز امتياز وتفوق في البلاد التي تقع فيها، معبرا عن دهشته من عدد الزعماء وقيادات المجتمع التي تخرجت من الجامعات الأميركية في العالم العربي. واعتبر هاملتون أن الاستثمار الحقيقي لابد أن يكون في مثل هذه المؤسسات التعليمية، داعيا إلى دعمها وتقويتها. ولا يمكن فهم هذا التحول إلا في ضوء الأزمة التي تعيشها الإدارة الأميركية منذ غزو العراق وتنامي مشاعر العداء والكراهية للولايات المتحدة في معظم دول العالم وخصوصا في العالم العربي. ومن ثم فإن القاسم المشترك في جميع اللقاءات التي عقدها رؤساء الجامعات العربية الأميركية أخيرا كان دور هذه الجامعات في تحسين وإعادة الاعتبار لصورة أميركا في الشرق الأوسط من جهة وتفاعلها مع المجتمعات العربية وترسيخ مفاهيم التنمية والمجتمع المدني من جهة أخرى. ولمعرفة الثقل الذي تحظى به مثل تلك المؤسسات يكفي أن نعرف أن مجلس العلاقات الخارجية (CFR) قد عقد بالعاصمة الأميركية (واشنطن) في الأسبوع الماضي ندوة بحضور كل من رئيس الجامعة الأميركية بالقاهرة ديفد أرنولد David Arnold، رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية ببيروت جوزيف جبرا Joseph G. Jabbra، مستشار الجامعة الأميركية في الشارقة وينفرد طمسون Winfred L. Thompson، رئيس الجامعة الأميركية ببيروت جون ويتبيري John Waterbury، وأدار النقاش رئيس جامعة جورجتاون جون ديغويا John DeGioia. وتناول فيها الحاضرون الدور الذي يمكن أن تمارسه تلك المؤسسات في تحسين الصورة الأميركية في ذهن المواطن العربي.
ومن أهم الجامعات الأميركية التي تتخذ من بلدان العالم العربي مقرات أو فروعا لها يمكن أن ندرج اللائحة الآتية:
1 - الجامعة الأميركية ببيروت (AUB): تأسست الجامعة الأميركية في بيروت العام 1866 كمؤسسة تعليمية خاصة مستقلة غير طائفية تلتزم بمقاييس التعليم في ولاية نيويورك. تتميز الجامعة الأميركية في بيروت عن غيرها بدراسة علوم الطب إضافة إلى العلوم الاجتماعية والإنسانية، كما تمنح درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. ولعبت الجامعة الأميركية في بيروت دورا ثقافيا وسياسيا أكثر من الجامعات الأميركية الأخرى في المنطقة وتخرج منها زعامات سياسية وقيادات اجتماعية بارزة في تاريخ لبنان.
2 - الجامعة الأميركية في القاهرة (AUC): تأسست الجامعة الأميركية في القاهرة العام 1919، كجامعة خاصة مستقلة، تتميز بوجود مراكز لدراسة الشرق الأوسط واللغة العربية للأجانب. وتمتلك الجامعة أهم دار نشر لنشر الكتب الأجنبية في العالم العربي. حرم الجامعة يقع في قلب القاهرة وإن كان من المقرر نقله إلى الضاحية الشرقية للعاصمة في العام المقبل. وشهدت الجامعة في السنوات الأخيرة مشاركة طلابها في الأنشطة الاجتماعية والسياسية في مصر بعد فترة طويلة من عزوف الطلاب عن المشاركة السياسية.
3 - الجامعة الأميركية في الشارقة (AUS): تأسست الجامعة الأميركية في الشارقة في العام 1997 بواسطة حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي كجامعة مستقلة خاصة لا تهدف إلى الربح، وتتبع معايير التعليم في الولايات المتحدة. تم منح الجامعة الرخصة التعليمية من ولاية ديلوير ومن قبل وزارة التعليم العالي الإماراتية.
4 - الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU): جامعة خاصة تعتمد معايير التعليم في ولاية نيويورك، وتحتوي على أربع كليات تقع في حرمين جامعيين: الأول في بيروت والثاني في مدينة جبيل. تدار الجامعة من قبل مجلس أمناء يتكون من 25 عضوا.
هل تنجح دبلوماسية المؤسسات التعليمية بعد أن بهتت استراتيجيات المؤسسات السياسية والعسكرية؟ هذا ما ستجيبنا عليه الأشهر القليلة المقبل.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1672 - الأربعاء 04 أبريل 2007م الموافق 16 ربيع الاول 1428هـ