العدد 1672 - الأربعاء 04 أبريل 2007م الموافق 16 ربيع الاول 1428هـ

كيف سيكون شكل مجتمعنا بعد سنوات؟

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

أتساءل وربما الكثير من حولي يتساءل السؤال نفسه: كيف سيكون شكل مجتمعنا البحريني الهادئ المسالم الذي يهدف إلى تحقيق السلم الأهلي والاجتماعي، بعد سنوات من الآن في ظل سياسات تهدف إلى عمليات تجنيس مهولة يشيب لها الرأس ويندى لها الجبين ، وبشكل منظم ومخطط له، لا بشكل عشوائي كما يظن البعض في فترة من الفترات وفي ظل تشخيص غير دقيق، من الآن ومظاهر التغيير بدت واضحة لا تحتاج إلى مكبر فكيفما تولي وجهك ترى مظاهر التجنيس الفاقعة، والسلوكيات الغريبة العجيبة والتي توصف بالنشاز برزت على السطح لعل ليس آخرها الهجوم الذي حدث لمسجد صعصعة بن صوحان على أيدي مجنسين، يريدون إذكاء الفتنة في بحريننا الغالية، أحيانا عندما أتأمل المشهد وأفكر مليا فيه ولعلكم تتفقون معي، أقول إن الذنب ليس ذنبهم فهم على كل حال إما أن يكونوا «عبد المأمور»، وإما أن يكونوا موتورين أو غير عابهين على أية حال بالنظم والأعراف البحرينية فهم غير كذلك، القدر وحده من أجبرهم أن يحصلوا على الجنسية وبالتالي لا رادع يردعهم، كما أن القانون أبدا لا يقف ضدهم ومن أمن العقاب أساء الأدب، وألوم كثيرا القانون الذي ورطنا في ورطة كهذه لا حل بعدها فمشير جوهر الذي يعجز عليه الاتحاد البحريني وأعطاه الجنسية البحرينية طمعا في الحصول على الميداليات الذهبية والفضية وفي النهاية لا طائل يرجو منه غير الفضائح ، هو الآخر لم يهتم أبدا باللوائح والقوانين والأنظمة المعمول بها، وركب أعلى خيله وشارك في سباق في «إسرائيل» مرة واحدة، من دون إذن على حد ما نقرأه وما نسمع عنه وما ندري إن كان فعلا ما يقال أم أن ما يقال من أجل تبرير الخطأ وإن كان الخطأ لا يمكن ترقيعه، سمعنا بأن الجنسية ستسحب منه ثم سمعنا بأن الجنسية قد سحبت منه، ثم سمعنا بأن الجنسية أصلا لا يمكن سحبها منه، وأظن بأن المعلومة الأخيرة هي المعلومة الدقيقة، فمن الصعوبة بمكان وهذا ما يشهده التاريخ بأسره أنه لا يمكن سحب الجنسية بعد إعطائها، لذلك لابد لنا من الآن الوقوف وقفة رجل واحد ضد سياسات التجنيس الحاصلة في البحرين والعمل على إيقاف كل الدفعات التي ربما ستجنس خلال الأعوام القادمة لأنه إذا حصل وتم إعطاؤهم الجنسية فإنه حتما لا يمكن سحبها أو إرجاعها، نلوم مشير جوهر لكونه أحرج البحرين كثيرا عندما شارك وحمل علمها معه من دون أخذ الإذن وشوش على موقفها من القضية الفلسطينية وكان من الأفضل أن تسحب الجنسية منه عبرة وعظة لغيره وحتى لا تسول إليه نفسه مجددا لمشاركات من هذا النوع مستقبلا، ولكن في الوقت نفسه نشكره جزيل الشكر، لكونه من خلال الموقف الذي حصل عليه وعلى رغم حجم الذنب الذي اقترفه وهو شخص واحد لا مجموعة ومع ذلك تبين أنه لا يمكن سحب الجنسية منه على رغم الحيثيات ومعطيات القضية وفداحتها واستنفار الشارع، فكيف لنا أن نرجو يوم أن تسحب الجنسية من جماعات وزرافات تزحف بكل شوق إلى البحرين لتنهل من خيراتها غير عابئة أصلا بمستقبل البلد إلى أين يتجه.

بالمناسبة عندما اكتب مقالا عن التجنيس يتفاعل القراء معه بشكل غير عادي وأتلقى حينها الكثير من الاتصالات كما أتسلم الكثير من الرسائل على بريدي الالكتروني من الطائفتين الكريمتين السنية والشيعية ويشاركونني الهم ويبدون استياءهم من العملية برمتها، أحد الإخوة من الطائفة السنية الكريمة اتصل وتكلم عن الموضوع ذاته وذكر أنه لا تعتقدين أننا لا نتفق في طرحك للكثير من القضايا السياسية ربما على رأسها التجنيس، وعبّر عنه بأنه آفة وعلينا أن نتكاتف من أجل القضاء عليها، وذكر معاناة مفصلة لأوضاع المنطقة التي يعيش فيها بعد التجنيس الحاصل، ربما أهالي منطقتي الرفاع ومدينة حمد أكثر تضررا من أي أهالي أخرى لكونهم مجبرين على التعايش معهم لكون أكبر عدد مجنس صارت تعيش هناك وهم منزعجون تماما من أوضاعهم الحياتية والمعيشية معهم، خصوصا على صعيد تربية أبنائهم، فالمجتمع البحريني على كل حال له خصوصياته وأعرافه وعاداته وتقاليده المميزة والتي تميزه عن المجتمعات الأخرى.

عموما كل المؤشرات الحالية تنبئ بحدوث كارثة عظيمة على المجتمع البحريني عليه أن يستعد لها وعليه أن يحدد الآليات لمواجهة هذا الزحف الممتد، فالمجتمع البحريني بهويته مهدد بالانقراض والاضمحلال، إذا لم يعالج الأمر من الآن وبإرادة سياسية واعية الآن وليس غدا فإن الشق والفتق لا يمكن ترقيعه.

لابد أن يقول الشارع كلمته النهائية الفاصلة في المسألة لابد من استخدام جميع الأدوات والسبل الشعبية والحضارية من مسيرات واعتصامات وعرائض في سبيل تبيان موقف الشعب الرافض للتجنيس، والأمر بحاجة إلى وقفة كبيرة من قبل الجمعيات السياسية كافة إلى جانب الجمعيات الحقوقية إذا إن الأمر عبارة عن تعدي على حقوق المواطن البحريني وتشويه لثقافته النيرة، فعندما قررت الجمعيات السياسية يوما أن تخرج مسيرة منددة لعمليات التجنيس السياسي في الأشهر القليلة الفائتة، صارت الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة الداخلية في حال من الاستنفار فكانت لها بالمرصاد فقد سدت كل المنافذ المؤدية إلى الشارع العام التي ستقام فيه المسيرة بغرض التشويش على عمليات التفاعل وتقليص العدد المشارك لكي تبدو المسيرة باهتة ولا تحقق هدفها المنشود، كما ضايقتهم كثيرا من خلال وجود العساكر والجنود في مقدمة المسيرة الأمر الذي دعا الجهات المنظمة إلى الإعلان عن انتهاء المسيرة قبل إلقاء البيان.

الأنباء تشير الى أن هناك 30000 عراقي يعيشون في الأردن في طريقهم لتسلم الجنسية البحرينية علينا من الآن أن نوفر لهم الوحدات السكنية وفرص العمل وخدمات تعليمية وصحية فهم مواطنون، أتذكر جيدا أنه آخر مرة زرت فيها الأردن تحدثت مع أحدهم هناك عن التجنيس وعن أعداد الأردنيين الموجودين في البحرين والوظائف التي يحتلونها، فأجاب على الفور إجابة ذكية أن الأردنيين عموما الذين يعملون في البحرين هم محسوبون على البدو لا الحضر، قلت في نفسي نحن ما نحتاجه في البحرين إلا إلى البدو لأننا أساسا لا نسبة لدينا منهم، كما أن المهمات التي توكل لهم في طبيعته تتناسب إلى حد بعيد مع أوضاعهم الثقافية فهم إما في الداخلية وإما في الدفاع، وفي الحالتين نحتاج إلى عقلية بدوية لا حضرية لأن مكافحة لشغب لا تتم إلا بصورة فاضحة.

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 1672 - الأربعاء 04 أبريل 2007م الموافق 16 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً