استضاف المقهى الثقافي على هامش مهرجان الدوحة الثقافي السادس «الدوحة... ملتقى الثقافات» ندوة حوارية عن السينما شارك فيها كل من الأستاذ خليفة المريخي والكاتب عبدالرحمن محسن والمخرج السينمائي عبدالرحمن النجدي والدكتور فراج الفزاري. وتضمنت نقاشات الحلقة الحوارية المفتوحة الكثير من الموضوعات المتعلقة بالسينما العربية خصوصا، كما شهدت الندوة إطلاقات عامة اتسم بعضها بالجرأة النقدية.
الكاتب عبدالرحمن محسن تحدث عن العلاقة ما بين السينما والأدب، وانتقد اتجاه الكثير من النقاد العرب في الاعتقاد بأن «النص السينمائي هو نص أدبي». مؤكدا أن علاقة الأدب بالسينما العربية، فالسينما المصرية بدأت في الإنتاج الروائي في العام 1927 بفيلم «ليلى» وامتدت علاقة الأدب بالسينما، حتى اليوم أنتجت السينما خلالها ما يزيد على 350 فيلما من نصوص أدبية تراوحت ما بين الرواية أو القصة او المسرحية أغلبها كان عربيا وجزءا بسيط كان مقتبسا من أعمال أدبية عالمية.
وأكد محسن أن علاقة الجيل الثاني من الأدباء المصريين لم تكن بالحميمة كما كانت فترة نجيب محفوظ أو إحسان عبدالقدوس، واعتبر أن «اقتباس الرواية وتحويلها لفيلم سينمائي يثير أكثر من إشكال، فهناك أكثر من مدرسة في هذا الأمر، والمشكلة الأساسية بين النص الروائي والسينمائي هو أن السينما اعتمدت في بداياتها على على نوع آخر من الأدب وهو المسرحية أو الدراما وهي نوع يعتمد على الحدث ولا تعتمد على السرد أو الحكي، بل العكس إذ تعتبر السينما الحكي عيبا في الفيلم وكل هذه العوامل تعقد عملية المعالجة السينمائية التي تحاول التكثيف والاختصار بقدر الامكان وتكون نتيجة ما يسمى بخيانة النص».
المخرج السينمائي عبدالرحمن النجدي اعتبر ولادة السينما صامتة بمثابة الميزة، إذ تشكلت وتكونت شخصيتها وسط الفنون التي كانت موجودة في ذلك الوقت وعندما اخترعت السينما العام 1895 رأى الناس لأول مرة القطار يدخل المحطة. ويعتقد النجدي أن هذا الوضع «يشبه الشاعر الجاهلي الذي يصور أحوال القبيلة، وما يميز السينما أنها وسيلة تستوعب جميع طاقات المجتمع لأنها كانت تمتلك أدوات تخاطب الإنسان ومع مرور الوقت أخذت السينما تشق طريقها كلغة تعبير جماهيرية وكأنها تمثل روح العصر».
أما عن دخول الاستثمار في المجال السينمائي، فيؤكد النجدي أن هذه الاستثمارات الكبيرة جعلت السينما مضطرة لخلق «أدوات جديدة، وقد أخذت السينما من الأدب ولكنها حورته وأسقطت عليه تقنياتها وخدعها واستباحت الشعر والمسرح والموسيقى وجذبت كل الكتاب العظام في التاريخ وتركت بصمات على أسلوبهم وأصبح المخرج يتحكم بالنص الأدبي».
أما الدكتور فراج الفزاري فقد أكد ان توهم فاصل بين الأدب والسينما يعتبر امرا صعبا، واعتبر استفادة الأدب من السينما أكثر رجحانا من استفادة السينما من الأدب، مؤكدا أن السينما تجاوزت الأدب وأن أخطاء السينما التي قد تحدث هي نتاج عجز المخرج السينمائي لا عجز السينما نفسها.
العدد 1672 - الأربعاء 04 أبريل 2007م الموافق 16 ربيع الاول 1428هـ