يبدو أنه كُتِبَ على كل سيدة كويتية يتم تعيينها في منصب وزيرة، أن تصاحبها «هليلة» من صياح وصراخ نواب مجلس الأمة الكويتي أثناء تأدية القسم الدستوري. بالأمس تعرضت معصومة المبارك لـ «الهليلة» نفسها بعد أن عُيِّنت أولَ وزيرة «سيدة» في تاريخ الكويت، فاضطرت إلى أن تُقسِم أمام مجلس قرر نوابه أن يستخدموا الصراخ والصياح وسيلة لإعلان رأيهم المضاد لتعيين امرأة في هذا المنصب بحجة أنه «مخالف للدستور». واليوم، تقف وزيرة التربية الجديدة نورية الصبيح مرة أخرى لتؤدي القسم نفسه مصحوبا بأصوات الصراخ والصياح نفسها. لم يتغير شيء، على رغم تغير أسماء ووجوه نواب المجلس. كل ما تغير هو أن الصبيح لم تكن ترتدي الحجاب وهي تؤدي القسم، والمبارك كانت ترتديه. عذر ومبرر جديد في كل مرة يحمله المجلس للصراخ أثناء أداء الوزيرات القسم، وكأنه أخذ عهدا على نفسه ألا تبدأ أيٌّ من تلك الوزيرات عملها إلا بـ «الصراخ» لتعرف أي معترك ينتظرها. وربما لو كانت الصبيح ترتدي الحجاب لوجد المجلس عذرا آخرَ ليمنعها من أن تؤدي قسمها بسلام.
المبارك أرسلت إلى نظيرتها الصبيح ورقة تدعوها إلى أن ترفع صوتها بالقسم ليعلو على صوت صراخ النواب أثناء الجلسة - ربما بحكم خبرتها السابقة - ومر القسم بسلام ورجعت الصبيح إلى وزارتها لتباشر عملها ولم يفد النواب صراخهم في شيء غير حناجرهم المبحوحة ووصمة «الزاعقون على الوزيرات» التي وصموا بها مجلس أمتهم.
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1671 - الثلثاء 03 أبريل 2007م الموافق 15 ربيع الاول 1428هـ