العدد 1671 - الثلثاء 03 أبريل 2007م الموافق 15 ربيع الاول 1428هـ

بلاد «الهوية» بلا هوية

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

قبائل الهوية صعبة المراس - التي تقطن أصلا وتسيطر على العاصمة الصومالية (مقديشو) - شاركت في جميع الحكومات المتعاقبة، على حين أصبحت اليوم خارج الساحة السياسية. نحو 400 قتيل من أفرادها سقطوا في أربعة أيام على حين نزح عشرات الآلاف من أحيائهم على رغم جنوح هذه العشائر للسلم وتوقيعها هدنة مع الحكومة الانتقالية فإن هذه الهدنة معرضة للانهيار. فحكومة عبدالله يوسف لا تملك قرارها؛ ولذلك تفردت أثيوبيا بالوضع وأخذت ترسل التعزيزات العسكرية وتفرض قبضتها وتقتل قواتها المدنيين بدم بارد.

إن حكومة يوسف - التي تشكلت في المنفى (كينيا) - قامت على مبدأ المصالحة الوطنية، ولكن بحكم طبيعة الرجل العسكرية، آثر الحل العسكري وفرض سياسة الأمر الواقع؛ ما أرجع الصومال إلى المربع الأول، أي قبل العام 1992.

«المحاكم الإسلامية» سابقا نجحت وفي فترة وجيزة في فرض الأمن بالعاصمة وأعادت الأمل إلى الناس؛ وذلك بفضل استيعابها زعماء قبائل الهوية واستشارتهم في الشأن العام. ومع تضارب المصالح الغربية والإقليمية والوطنية، شنت أثيوبيا الغزو بحجة طرد الإرهابيين الأجانب، بإيعاز من أميركا. والحقيقة أن غالبية المسلحين هم ميليشيات لقبائل الهوية وغيرها، اللهم إلا وجود دعم لوجستي محتمل من الجارة اريتريا العدو اللدود لأديس أبابا. لقد أصبحت الحكومة الانتقالية كارثة على الصوماليين فهي بدلا من أن تسعى إلى تثبيت الهدنة تدق طبول الحرب بالتحدي للقبائل وتدفع المواطنين إلى ترك ديارهم؛ ولذلك فقدت أسباب وجودها. ويحتاج الصوماليون الآن إلى من يخلصهم من جبروتها واحتلال قوات التقراي.

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1671 - الثلثاء 03 أبريل 2007م الموافق 15 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً