العدد 1671 - الثلثاء 03 أبريل 2007م الموافق 15 ربيع الاول 1428هـ

سنغافورة ثانية على قمة التجديد التكنولوجي

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بخلاف ما يتصوره الكثير منا، لم تعد الولايات المتحدة تتصدر قائمة المتربعين على قمة التجديد التكنولوجي. وفقدت الولايات المتحدة موقعها الريادي لتحتل المرتبة السابعة بعد أن أزاحتها الدنمارك التي تصدرت القائمة، وجاءت بعدها السويد، فسنغافورة في المرتبة الثالثة، لتعود دولة اسكندنافية ثالثة هي فنلندا كي تحرز الموقع الرابع، ثم تأتي النرويج عاشرة. ورد ذلك في تقرير أعده منتدى الاقتصاد العالمي، الذي يقيس مدى تأثير التكنولوجيا على تنمية الأمم. ويذكر التقرير أن السبب في ذلك يعود إلى تدهور المناخ السياسي وظروف التقنين التي تمر بها الولايات المتحدة.

ويُجرى قياس إنجازات الدول في هذا المجال استنادا إلى مدى ما تحقق بها من اندماج التكنولوجيا في قطاع الأعمال، وإلى البنية التحتية المتوافرة، والسياسات الحكومية الهادفة إلى تنمية روح التجديد والتقدم والقيادة عبر تشجيع استعمال آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا.

ولكن على رغم التقهقر الأميركي فلايزال للولايات المتحدة قصب السبق فيما يتعلق بالتجديد التقني؛ بفضل نظامها التعليمي الأحسن في العالم؛ وتعاونه الجيد مع الصناعة، بحسب التقرير.

كما لم ينكر التقرير مرونة استجابة السوق الأميركية وليونتها من حيث القابلية لاندماج رؤوس الأموال، والتطور الكبير الذي حققته الأسواق المالية الأميركية.

وأخضع التقرير - وهو السادس من نوعه التي تصدر عن منتدى الاقتصاد العالمي ومدرسة إنسياد الفرنسية للأعمال - إلى البحث 122 بلدا.

وإذا كان هناك ما يبرر ويفسر تفوق الدول الاسكندنافية بفضل مشوار التطور التاريخي الطويل الذي عرفته تلك البلاد، كل منها على حدة أو على نحو كتلة واحدة، إلى جانب عوامل اقتصادية أخرى، فمن اللافت للنظر الموقع الذي وصلت إليه دولة صغيرة مثل سنغافورة.

ولكن يبدو أن الإنجاز السنغافوري جاء انعكاسا منطقيا للحال الصحية التي ينعم بها الاقتصاد السنغافوري، إذ تعتبر سنغافورة دولة رائدة عالميا في مجالات تصنيع متعددة، وتشمل ذلك الالكترونيات، الكيماويات، الهندسة والعلوم الطبية الحيوية. ومن ناحية حصص الإنتاج العالمية، تشكل منتجاتها 70 في المئة من منصات استخراج النفط البحرية، و50 في المئة من المراكب السريعة، و35 في المئة من الزجاجيات متعددة الكربونات المستخدمة لصنع الاقراص المدمجة (CD).

إضافة إلى ذلك، تنتج سنغافورة حاليا 25 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي من مَكَنَات نقاط البيع، وفيها ثالث أكبر مصفاة نفط في العالم بعد مصفاتي هيوستن وروتردام، كما أنها أحد أكبر مراكز إنتاج البتروكيماويات في آسيا، ويقع في الأراضي السنغافورية أكبر مركز في آسيا لصيانة إصلاح وإعادة بناء محركات الطيران. وضمن شركات الإنتاج التقنية التي قامت بتوسعة إنتاجها في سنغافورة شركات كبرى في مجال الاتصالات. وتطور سنغافورة باستمرار قطاعات ناشئة قد تشكل مصدرا للنمو الاقتصادي في المستقبل وتشمل هذه القطاعات على سبيل المثال: التقنية الحيوية، أساليب العرض المتقدمة، التقنية الدقيقة جدا، التعليم الدولي، التقنية البيئية، الطاقة البديلة وخدمات الرعاية الطبية.

وللكثير من هذه الصناعات أساس قوي من الأبحاث، والحكومة ملتزمة بزيادة نسبة الاستثمار في الأبحاث والتطوير من 2 في المئة من الناتج القومي الإجمالي كما هي حاليا إلى ما لا يقل عن 3 في المئة بالتماشي مع أفضل المقاييس العالمية، وتشتد الحاجة إلى زيادة الاستثمار بالمعرفة إذ يتجه الاقتصاد السنغافوري ليصبح معتمدا على المعرفة أكثر فأكثر، كما يزداد التعاون في مجالات البحث والتطوير بين معاهد الأبحاث، الجامعات وقطاعات الصناعة، وقد جعل ذلك من سنغافورة مركز جذب للشركات العالمية باعتبارها أحد المراكز الرئيسية في شبكاتها للأبحاث والتطوير.

وتشكِّل سنغافورة بانفتاحها ووحدتها جسرا بين الشرق والغرب، وتحتضن المهارات والشركات من جميع أنحاء العالم. كما أن اللغة الانجليزية منتشرة بشكل واسع وتعد اللغة الرسمية للأعمال والشئون القانونية. وتعتبر العمالة أحد أفضل الموارد في سنغافورة، إذ إنها تصنف من الأفضل في العالم من ناحية الإنتاجية وأخلاق العمل والمهارات الفنية. يبلغ تعداد سكان سنغافورة 4.5 ملايين نسمة، ومن بين كل أربعة أفراد واحد أجنبي؛ ما يشير إلى قدرة سنغافورة العالية على جذب المهارات اعتمادا على نوعية المعيشة العالية وتقاليدها الخالية من أي تعصب.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1671 - الثلثاء 03 أبريل 2007م الموافق 15 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً