العدد 1671 - الثلثاء 03 أبريل 2007م الموافق 15 ربيع الاول 1428هـ

ظاهرة الجريمة في البحرين

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

أثارت قضية إطلاق النار على المواطن عباس الشاخوري في أحد المطاعم بالمنامة قبل أيام، مسألة انتشار الجريمة في المملكة. فالحادث ليس الأول من نوعه في البلاد. فقد قُتِلَ أحد المواطنين من محافظة المحرق في العام 2006 بواسطة طلق ناري. كما وقعت قبل ذلك حوادث أخرى، إذ قام أحد الأفراد باستخدام السلاح أثناء محاولته سرقة فرع لأحد المصارف في منطقة الرفاع. بل تكررت حالات الاعتداء على أجهزة الصرف الآلي للمصارف. وكانت النتيجة فرض السلطات على المصارف ضرورة توفير الأمن لأجهزة الصرف على مدار الساعة. لاشك في أن المصارف تتحمل كلفة توفير الأمن على أصولها.

جرائم بالجملة

بلغ إجمالي القضايا الواردة إلى النيابة العامة - بحسب النائب العام علي البوعينين - تحديدا 64238 قضية في العام 2006 مسجلا زيادة قدرها 9 في المئة مقارنة بالعام 2005. ويلاحظ أن من بين هذه القضايا هناك نحو 49 ألف قضية من خانة الجُنح. وشمل هذا الرقم أكثر من 17 ألف قضية مرورية. بالمقارنة، كانت نحو 42 ألف قضية جُنح في العام 2005.

وتضمنت الجرائم الأخرى 1153 حالة من الجنايات وهي القضايا التي يعاقب عليها القانون بالإعدام أو السجن المؤبد أو المؤقت الذي لا يقل عن ثلاث سنوات. وتشمل هذه القضايا أمورا مثل: القتل العمد، السرقة بالإكراه والحريق العمد. ويمثل هذا الرقم زيادة بأكثر من 200 قضية مقارنة بالعام 2005.

وطبعا، كانت هناك قضايا أخرى تم تصنيفها ضمن خانات شكاوى إدارية وأحداث وعوارض ومخالفات. حقيقة، ليس من الواضح أسباب وجود هذا الكم من القضايا في البلاد وهل أن الأمر مرتبط بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؟

تداعيات الجرائم

يُخشَى أن تؤثر ظاهرة الجرائم على السمعة التجارية للبحرين، وذلك في ضوء وجود منافسة إقليمية شرسة. لاحظ على سبيل المثال توجه كل من دبي وقطر والسعودية نحو إنشاء مراكز مالية خاصة بها. من المعروف أن قطاع الخدمات المالية يشكل نحو 28 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبحرين بحسب الأسعار الثابتة. ومن المعروف كذلك أن انعدام الأمن في بيروت في أعقاب الحرب المدنية دفع المصارف إلى التوجه نحو مركز آخر، أي: البحرين. وعليه تُعتبر مسألة الأمن ضرورية إلى أقصى حد ممكن لممارسة العمل التجاري واستقطاب الزوار.

كما تستضيف أبوظبي حديثا مسابقة الفورمولا 1 ابتداء من العام 2009؛ ما يعني وجود منافسة لحلبة البحرين الدولية. وطالما أن الحديث عن هذا الحدث الرياضي يلاحظ أن جريمة الاعتداء على المواطن عباس الشاخوري وقعت قبل نحو أسبوعين من انطلاق أهم مناسبة رياضية تحتضنها البحرين ألا وهي مسابقة الفورمولا 1 على حلبة البحرين الدولية بالصخير.

كما أثار حادث إطلاق النار مسألة الأمن في النوادي الليلية، وهي سلبية أخرى تضاف إلى سلبيات حانات اللهو. فقد أساءت الملاهي الليلية إلى سمعة البحرين.

من المهم جدا أن تكون وزارة الداخلية صريحة بشكل كامل عن ظروف الجريمة ومن يقف وراءها. في المقابل، إن التستر على الجناة إنما يساعد على إذكاء نار الإشاعات وانتشار نظريات المؤامرة وهي من الأمور المرغوب فيها في مجتمعاتنا.

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1671 - الثلثاء 03 أبريل 2007م الموافق 15 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً