من خلال عملنا الصحافي تمر الكثير من الحوادث التي تترك لتجاربها أثرا في النفس وتتحول فيما بعد الى ذاكرة تبقى تذكرنا بأنها أليمة مثل حادثة طيران الخليج و بانوش الدانة وجمعة الشاخوري الذي سقط ضحية رصاص مطاطي في اكبر مظاهرة عرفتها البحرين قبل خمس سنوات من امام مقر السفارة الاميركية وصولا الى رصاصة قناص غادرة اصابت عباس الشاخوري فجر امس الاول الذي هو ايضا وللمصادفة قريب الضحية الاولى.
هناك حوادث اخرى كثيرة راح ضحيتها الكثير لكن تلك التي تم ذكرها قد تكون اكثر ما تناقلته وسائل الاعلام المحلية والعالمية وظلت باقية في الذاكرة لا يمكن تناسيها.
لكن طبيعة ملابسات الحادثة الاخيرة لضحيتها عباس الشاخوري الذي اعلن الاطباء بانه «مات سريريا» لا تخلو من الغموض وهو ما يجعلنا كصحافة ومواطنين نتساءل عن
كيفية دخول وتداول اسلحة في البحرين بعضها متطور وكاتم للصوت يطلق رصاصا صغير الحجم لكنه مميت؟!
السؤال نوجهه الى المسسئولين في الجهات المعنية في الدولة عن كيفية خرق القوانين ودخول مثل هذه الاسلحة التي بدأت تهدد أمن وسلامة الفرد داخل مجتمعنا.
لا يبدو ان احدا من اهل البحرين لا يريد ان يعرف حقيقة وابعاد هذا الحادث الذي بدأ الجميع يتحدث عنه منذ امس الاول في المجالس والاحاديث العامة والقلق من تكراره مستقبلا.
الحزم والجدية ومتابعة التحقيقات حتى تنفيذ القصاص بالجاني هو امر لا يجب ان تتساهل فيه اجهزة الدولة لان عدا ذلك سيكون معناه ان اي شخص بامكانه ان يفعل ما يشاء دون عقاب او محاسبة في البحرين.
ان حالات الاعتداء حاليا في تزايد ،فمن جريمة القتل في المحرق العام الماضي الى الاعتداء بالسكاكيين من قبل طلاب المدارس الحكومية ذوي الاصول عربية على اخرين من اهل البحرين، وتكررها يشير الى ضرورة دراسة المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية ولاسيما اثر التجنيس العشوائي على مجتمعنا الذي جاء بعادات لم نعهدها من قبل، اضف الى ذلك بعض مظاهر ضياع المسئولية القانونية عن هذه الحادثة او تلك، وهي كلها توضح مدى تعقد الوضع الذي دخلته البلاد دون ان تكون قد استعدت له مع هذا الكم البشري الهائل من الاجناس والاعراق، ولربما اننا لا نلوم الا انفسنا اذا استمرت مثل هذه الحوادث التي قد تفقد البحرين سلميتها المعهودة والتي كانت ولازالت احد أهم عناصر الجذب الى وطننا.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1668 - السبت 31 مارس 2007م الموافق 12 ربيع الاول 1428هـ