لم تنجح القمة العربية العادية التاسعة عشرة التي عقدت في الرياض الأسبوع الماضي في تعزيز أواصر العلاقات التجارية بين الدول العربية. بل بدا بأن الملفات السياسية قد فرضت نفسها على أجواء المؤتمر.
وتبين بأن أهم ملف هو موضوع السلام مع «إسرائيل» في ضوء تجديد طرح المبادرة العربية للسلام والتي كانت السعودية قد طرحتها في الماضي.
و كان الزعيم الليبي معمر القذافي قد قاطع القمة بحجة أنها عقدت لكسب ود الولايات المتحدة وتماشيا مع مواقفها الرامية إلى إقامة روابط عادية بين الدول العربية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى. كما ركزت القمة على بعض الملفات الأخرى من قبيل العنف المستمر في العراق وتطورات الأحداث في لبنان وأزمة الملف النووي الإيراني.
تبادل تجاري محدود
حقيقة القول، تعتبر مؤشرات التجارة العربية في الوقت الحاضر دون مستوى الطموح. يشار إلى أن مشروع التجارة الحرة بين الدول دخل حيز التنفيذ في العام 2005. تشير آخر التقارير بأن التجارة البينية بين الدول العربية لا تتجاوز في أحسن الأحوال نسبة 15 في المئة من تجارتها مع العالم. بل أن السواد الأعظم من هذه التجارة هي بين دول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية، الإمارات، الكويت، قطر، عمان، البحرين).
المعروف بأن دول مجلس التعاون بدأت في تطبيق مبدأ الاتحاد الجمركية في بداية العام 2003. يلزم مشروع لاتحاد الجمركي الدول الأعضاء بتوحيد سياساتها التجارية مع الدول غير الأعضاء. كما من المتوقع أن تبدأ دول مجلس التعاون تطبيق مبدأ السوق المشتركة في نهاية العام الجاري والذي بدره يعني إطلاق العنان لقوى الإنتاج بالتحرك في الدول الأعضاء من دون أية عراقيل. كما ترغب دول مجلس التعاون في إنشاء اتحاد نقدي في العام 2010.
عدم الاعتماد على الآخر
لا تعتمد الدول العربية على بعضها البعض في المبادلات التجارية الأمر الذي لا يخدم هدف تحقيق تكامل اقتصادي عربي. تشير الإحصاءات المتوافرة والقليلة أصلا إلى أن هناك تجارة محدودة بين الدول العربية. على سبيل المثال وليس الحصر، لا توجد تجارة بينية تذكر بين البحرين وموريتانيا، والحال نفسه ينطبق بين المغرب وجزر القمر. لكن هناك تجارة قوية نسبيا بين دول مجلس التعاون من جهة والهند من جهة أخرى.
لا شك في أن أحد الأسباب الرئيسية وراء ذلك هو عامل الجغرافية، فالهند قريبة نسبيا من دول مجلس التعاون بيد أن هناك تباعد جغرافي بين دول الخليج والمغرب العربي. ففي غضون عشرة الأيام الماضية, قام كل من الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة (ولي عهد في البحرين) والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة, رئيس مجلس الوزراء, حاكم دبي) بزيارة عمل إلى نيودلهي الهند إذ وقعا على اتفاق منفرد لتعزيز التجارة مع الهند.
بالمقابل تشتهر دول الاتحاد الأوروبي بأن قيمة تجارتها البينية تزيد عن 50 في المئة تجارتها مع العالم الخارجي. وكان زعماء الاتحاد الأوروبي قد اجتمعوا في برلين الأسبوع الماضي للاحتفال على مضي نصف قرن على توقيع اتفاق روما لتأسيس الشراكة الأوروبية، يضم الاتحاد الأوروبي 27 بلدا مقابل 22 بلد أعضاء في الجامعة العربية. للحديث صلة تتمة يوم غد (الاثنين).
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1668 - السبت 31 مارس 2007م الموافق 12 ربيع الاول 1428هـ