بما أن الصحافة سلطة رابعة غير راكعة أو مستجدية لأحد. وبما أن الصحافة تراقب جميع السلطات في المجتمع (التنفيذية والتشريعية والقضائية)... من هذا المنطلق اتفقت مع نفسي، على إثارة النواب هذه المرة بوسم العمود بهذا العنوان. فالنخوة المرتجاة من النواب هي نخوة من أجل أهلنا في فلسطين. وبرامج النواب تضج بفلسطين ومعاناة أهلنا هناك، وغالبية النواب هم من ذوي التوجهات الإسلامية. ولا أستثني منهم (النواب) أحدا.
أين فلسطين من همومكم؟ وأنتم ترون الوفود الصهيونية تجول في المنامة، ويتم استقبالها بمستوى تمثيل عالِ في الحكومة؟!
كلامي هنا، موجها إلى النواب الذين هم على شاكلة «أسد القدس وحبيب فلسطين» كما يشير - متهكما - الزميل خالد المطوع إلى أحدهم. فهذا النائب قد أرعد وأزبد في سالف الزمن. وشن الحملات تلو الحملات من أجل فلسطين وعاصمتها (القدس) الشريف؛ واتضح فيما بعد (الآن) إنها حملات انتخابية ليس إلا!
ليس الأخ أسد القدس ولا هو حبيب فلسطين ولا هم يحزنون... ولا من أحد من النواب تحرك في شأن القضية الفلسطينية، ولا هو أو زملاؤه قدموا سؤالا واحدا عن الوفد الصهيوني الزائر للمنامة! فماذا دهاك يا أخ العرب؟! ألست أنت القائل: بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لنا كنواب؟ ألست أنت وأنت وأنت...؟!
كل أحاديثكم عن فلسطين هي مجرد دعايات انتخابية انبلج الحق في زيفها، وعن متاجرتكم الفجة بالقضية؟
نعم، متاجرة. أنقلها هنا كما أنقلها لمن ألتقيتموه وأمطرتموه بالقصص الزائفة التي ترونها عن بطولاتكم الخارقة! أنقلها هنا وألقي بها في أذن ذاك الرجل الخبير في السياسة والذي قال لي ذات مرة: هؤلاء مجرد سماسرة مع السلطة الرسمية في الخليج!
لن نعذركم، كما لن تعذركم الجماهير عن هذا السكوت والتواطؤ الذي تمارسونه من أجل مصالح سياسية ومناصب في الدولة. تلهثون من أجل تحصيلها لفلان المنتسب للجمعية الفلانية، وفلان المنتسب للجمعية العلانية. وتخذلون القضية المركزية، والعهود الأبدية وصكوك الغفران التي أمطرتم الناس بها، في سالف الأيام.
تلك العهود والصكوك أصبحت اليوم وعودا وصكوكا وبصما للتطبيع مع الكيان الصهيوني! إذ ألا يعتبر صمتكم عن زيارات الوفود الصهيونية هو صك موافقة على التطبيع مع الكيان الصهيوني؟! وعلى ذلك؛ أرجو من جميع من علق تلك العهود والصكوك أن يزيحها من مجلسه، فإنها أصبحت سبة بعد هذا الصمت!
صمت النواب على زيارات الوفود الصهيونية يعتبر صكا للمسئولين، وتأييدا وتشجيعا منهم (النواب) لاستمرار تبادل هذه الزيارات. وإلا تحركوا وقدموا أسئلتكم لكي تبعدوا التهمة التي تزداد تعلقا ببشوتكم يوما بعد يوم!
«عطني إذنك»...
جمعية المنبر الوطني الإسلامي طرحت قانون من أين لك هذا؟ وهذا هو الطريق الصحيح لبناء دولة القانون والمؤسسات والشفافية. ويجب على الكتل الأخرى السمو على التنافس السياسي فيما بينها ودعم كتلة المنبر في توجهها هذا. والأهم أن يتضمن القانون الافصاح والكشف عما بحوزة النواب من أملاك أولا!
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1667 - الجمعة 30 مارس 2007م الموافق 11 ربيع الاول 1428هـ