أكد خبير إقليمي متخصص في مجال التسويق أن الهوة بين قطاع الإعلان الخليجي ونظيره في المشرق العربي تواصل اتساعها. وعزا مدير عام شركة Flagship للحلول التسويقية المتكاملة شادي الحسن، السبب الى البيئة الإستثمارية المتقدمة وارتفاع دخل المستهلكين والكفاءات البشرية العالية والإقتصاد الديناميكي لمنطقة الخليج مقارنة بمنطقة المشرق العربي.
ووفقا لمركز «بارك» للأبحاث، استأثرت منطقة الخليج بإنفاق إعلاني بلغ 3.770 مليارات دولار أميركي للنصف الأول من العام 2008 (يناير/كانون الثاني - يونيو/حزيران 2008)، مقابل 733 مليون دولار حجم الإنفاق في منطقة المشرق العربي للفترة نفسها.
وقال الحسن: «وصل حجم الإنفاق في الصحف في السوق الإماراتية مثلا 738 مليون دولار، فيما وصل حجم الإنفاق في نظيراتها اللبنانية 33 مليون دولار وفقا للدراسة نفسها. ويبين هذا الأمر بأنه على رغم عراقة القطاع الإعلاني في المشرق العربي، هناك هوة كبيرة تتسع عاما بعد عام بينه وبين القطاع نفسه في الخليج».
وأرجع الحسن هذه الهوة الى تمركز معظم الشركات الدولية في منطقة الخليج لخدمة أسواق المنطقة كافة. وأضاف الحسن «يتنافس كبار المنفقين الإعلانيين من شركات الاتصالات ومصنعي السيارات وشركات الطيران والفنادق وشركات العقارات على شريحة الزبائن نفسها، ما يشعل المنافسة فيما بينهم. وتختلف ثقافة الإنفاق الإعلاني في الخليج عنه في المشرق العربي؛ إذ تملك الشركات المتمركزة في الخليج موازنات تسويق كبيرة جدا، كما أنها بحاجة الى جهود إعلانية أضخم نظرا إلى تنوع فئاتها المستهدفة وتعدد ثقافاتها. كما تتباين المؤسسات الحكومية في الخليج في نظرتها للإنفاق الإعلاني عن نظيراتها في المشرق العربي؛ إذ إنها تستخدم الإعلان بطرق مكثفة لتعزيز رضا زبائنها».
وتوضح الدراسة أن الإنفاق الإعلاني في قطاع المجلات في مصر وصل الى 27 مليون دولار في حين أنه بلغ 33 مليون دولار عن الفئة نفسها في الكويت التي لا يشكل عدد سكانها أكثر من 4 في المئة من عدد سكان مصر. وأضاف الحسن «لم تنضج بعد عملية اختيار القناة المثلى للإعلان في اقطار الدول العربية كافة. ولا تخضع هذه العملية الى دراسات أو أبحاث كافية، ما يدق ناقوس الخطر بضرورة البدء بإيلاء مسألة البحوث التسويقية العناية اللازمة للإختيار الأمثل لمزيج القنوات الإعلامية».
وتلعب البحوث التسويقية دورا محوريا في نجاح أي حملة إعلانية؛ إذ تعتبر عملية متابعة مسار الحملة ضرورية لإنجاح الحملات التي ستلحقها. وتعتبر عملية تقييم الحملات وقياس نجاحها أمرا مهما لاختيار المزيج الإعلاني الأمثل من راديو وصحف ومجلات ولوحات خارجية وتلفزيون وإنترنت وغيرها.
واختتم الحسن بالقول: «يعد المخططون الإعلانيون في المشرق العربي أكثر تنبها لموازناتهم الإعلانية من نظرائهم في منطقة الخليج لعدد من العوامل تشمل موازناتهم المتواضعة ماليا وتعاطيهم مع فئات مستهدفة متجانسة، ما يسهل عليهم مهمة تفعيل عملية التخطيط لاختيار القنوات الأعلامية الأمثل».
العدد 2252 - الثلثاء 04 نوفمبر 2008م الموافق 05 ذي القعدة 1429هـ