العدد 1665 - الأربعاء 28 مارس 2007م الموافق 09 ربيع الاول 1428هـ

الوهن العربي أمام «إسرائيل»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يبدو أن موضوع المبادرة العربية التي أعلنت في العام 2002 ببيروت وتتصدر حاليا أولويات أجندة قمة الرياض هو موضوع يدور في فلك «إسرائيل» ومصلحتها أكثر من أي شيء آخر وخصوصا في ظل تردي الوضع العربي الذي هو ليس بجديد على شعوب المنطقة التي ترى في هذه المبادرة الحد الأقصى الذي يمكن أن تعطيه الأنظمة العربية بحق قضية الصراع العربي الإسرائيلي الذي شغل الرأي العام ومازال من دون حلول مرضية فبقى الصراع أبديا والقضية أزلية.

وهي أي المبادرة التي ضمت في بنودها تنازلات فاقت ما كان يحلم به رجل السلام الأول من وجهة النظر الغربية الرئيس المصري الراحل أنور السادات وأيضا التي لم تغير أية درجة كانت من نهج حكومة تل أبيب في تعاملها مع الفلسطينيين الذي نتج عنه أكثر من شهادة وفاة بشأن إحلال سلام مازال كلا الطرفين يجهلان معرفته لا من قريب أو من بعيد لوجود أكثر من سبب ومبرر يطول الحديث عنهم عموما.

إن استمرار الصراع بين الطرفين يعبر عن عدم استقرار المنطقة ككل وهي التي اليوم في أمس الحاجة لتعزيز الأمن أكثر من أي وقت سابق خصوضا مع تفاقم الأوضاع داخل العراق التي تحولت إلى بؤرة تصدر العنف والإرهاب والطائفية التي يراد منها الفرقة بهدف الهيمنة على منطقة مازالت تمثل موقعا استراتيجيا تتنافس عليه القوى الخارجية للاستفادة من ثرواتها النفطية التي تتناسب مع مصالحها فقط.

وفي هذا الصدد كشف المحلل السياسي الإسرائيلي ايهود يعاري جزءا مهما من الأسلوب المعتمد للتعامل مع المبادرة ومع دول المنطقة قائلا: «إن حكام تل أبيب يرون المبادرة العربية مرفوضة سياسيا إلا أنهم سيوافقون شكليا عليها للالتفاف وراء ظهر الفلسطينيين والبدء بمفاوضات وعلاقات علانية مع دول الخليج التي بدورها لديها تطبيع اقتصادي».

وهو الجانب الذي ركزت عليه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في جولتها الأخيرة للمنطقة التي أعلنت فيها أن اتفاق مكة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية للفلسطينيين قد «عقد» الطريق نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بل وعطل من عملية السلام في الشرق الأوسط مشيرة إلى أن على الدول العربية أن تقوم بانفتاح حيال «إسرائيل» لتظهر أنها قبلت بمكانها في المنطقة ما يعني نسف المبادرة العربية من أساسها والإعلان ببداية تنسيق أمني فلسطيني - إسرائيلي جديد.

إن قمة الرياض قد تحمل صوغ بيان قد لا يثلج الصدر بتقديم مزيد من التنازلات لترضي عدوا قديما كانت تغذي شعوبها على كره بينما هي اليوم تريده صديقا ودودا تفرض حبه والاعتراف به على شعوبها من المحيط إلى الخليج لأن مصالح اليوم اختلفت بينما أجندة المنطقة ومصلحتها لن تكون يوما عربية في ظل استمرار الوهن العربي!

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1665 - الأربعاء 28 مارس 2007م الموافق 09 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً