في خطوة مفاجئة وغير عادية قررت شركة (هاليبرتون) الأميركية المتخصصة في صناعة الخدمات النفطية نقل مقرها من مدينة هيوستن بولاية تكساس إلى إمارة دبي. ولا يعرف السبب الحقيقي لهذا القرار وفيما إذا كان مرتبطا بالانتقادات التي تعرضت لها الشركة في الولايات المتحدة على خلفية ضلوعها في ممارسات مرفوضة في العراق.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد قررت في العام 2006 إنهاء عقود استثنائية مع (هاليبرتون). وتم اتخاذ هذا القرار الصعب بعد التمحيص الذي استمر لفترة امتدت لعدة شهور بشأن مزاعم بوجود مبالغة في بعض أسعار السلع والخدمات المقدمة من الشركة لوزارة الدفاع. تتخصص (هاليبرتون) في مجال النفط عن طريق المؤسسات الفرعية التابعة لها مثل (كيلوغ براون أند رووت) الشهيرة لكنها نالت مختلف أنواع الخدمات مثل: توفير المأكولات والمشروبات للقوات الأميركية العاملة في العراق.
جلسات استجواب
وكانت شركة (هاليبرتون) العملاقة التي رأسها نائب الرئيس ديك شيني لعدة سنوات في الماضي، تتمتع بحقوق متميزة لتزويد القوات الأميركية بمجموعة من الخدمات اللويجستية. وشملت هذه الخدمات المواد التموينية فضلا عن وسائل الاتصالات. ونجح عدد من المدققين العاملين لدى وزارة الدفاع في كشف تجاوزات ارتكبتها الشركة مثل احتساب 45 دولارا (17 دينارا) لقنينة المشروبات الخفيفة.
وما أن تم الإعلان عن الخبر حتى قرر بعض الأعضاء الديمقراطيين من الكونجرس إجراء جلسة مناقشات علنية للوقوف على أسباب القرار. وقد وجه بعض الساسة من الحزب الديمقراطي تهما مختلفة إلى الشركة منها الرغبة في التهرب من دفع الضرائب. وذهب البعض إلى اعتبار القرار إهانة لدافعي الضرائب في الولايات المتحدة والذين تحملوا وزر دفع أموال طائلة لعقود الشركة في العراق.
انتصار لدبي
لا شك تشكل الخطوة التي أقدمت عليها شركة (هاليبرتون) انتصار لإمارة دبي بل تنصب في تعزيز موقعها كأهم مركز تجاري في المنطقة بأسرها. وتتحدث تقارير غير مؤكدة عن عزم شركات عالمية أخرى الانتقال إلى دبي مستفيدة من القدرات التي تسخرها الإمارة من قبيل المطارات (يجري العمل على إنشاء مطار جديد في منطقة جبل علي) والمواني والمدن المتخصصة للإعلام والإنترنت فضلا عن توافر نحو 500 فندق. كما يلعب قطاع الخدمات دورا محوريا في اقتصاد دبي إذ يشكل نحو 44 في المئة من الناتج المحلي للإمارة. بل أن نجاح الإمارة في استقطاب شركة (هاليبرتون) يتماشى مع خطط دبي الإستراتيجية للفترة 2007 إلى 2015.
والمشهور أن الشركات التي تقدم خدمات لشركات النفط مثل (هاليبرتون) تتمتع بأوضاع أفضل من الشركات التي بدورها تعمل في اكتشاف وإنتاج النفط. وخير دليل على ذلك هو أن قيمة أسهم شركة (رويال دتش شل) كانت قد ارتفعت بنحو 40 في المئة في السنوات القليلة الماضية. بالمقابل, ارتفعت قيمة أسهم شركة (هاليبرتون) بنحو ثلاثة أمثال في الفترة نفسها.
كما لا تخشى إمارة دبي من منافسة شركة (هاليبرتون) لصناعتها النفطية بل ستصبح الشركة الأميركية أحد عملاء الشركة الوطنية العاملة في مجال النفط. ختاما ربما تنجح دبي في فرض نفسها كمقر متنقل للشركات الدولية المتعددة الجنسية نظير ما توفره هذه الإمارة من فرص عمل.
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1665 - الأربعاء 28 مارس 2007م الموافق 09 ربيع الاول 1428هـ