تاريخ العرب طويل مع الإنجازات، وطويل مع الإحباطات أيضا. سنوات طويلة عاشتها الشعوب العربية تحتضن القهر والألم والعجز، تعاني الإحباط تلو الإحباط، ولا تجد بصيصا من نور أو أمل أمامها.
وسط تلك المشاعر، تبدأ اليوم أعمال القمة العربية التاسعة عشرة للقادة العرب التي تستضيفها الرياض هذا العام، بعد مساع مكوكية قامت بها للإصلاح بين المتخاصمين، الذين لم يكفهم خصام العالم لهم حتى تخاصموا بينهم وبين بعضهم بعضا. تبدأ هذه القمة، والنفوس مشحونة ومليئة بالمرارة، ومتخوفة من غد مظلم سيلقي بظلاله على الدول العربية جميعا. في كل مرة تضع القمة العربية ملفات ضخمة على طاولتها، ملفات يصعب عليها حلها في وسط سياسي يعج بالمصالح المتناقضة التي لا بد أن تطفو على السطح، وفي هذه القمة، يزداد حجم الملفات التي توضع على طاولة القادة العرب. الملف الفلسطيني، العراقي، واللبناني هي المحاور الرئيسية التي ستناقش في هذه القمة، البعض متفائل بالمساعي الكبيرة التي تم القيام بها لإنجاحها، والبعض الآخر متشائم، ويتوقع مسرحية تكرر السيناريو القديم نفسه، فتخرج القمة بقرارات لا تجد لها تفعيلا. عانت الأمة العربية كثيرا في السنوات القليلة الماضية، حوادث دامية وصراعات مريرة شهدها العراق ولبنان وفلسطين، وشهد مثلها الصومال ودارفور، كلها تضيف ملفا وراء الآخر على طاولة القمم العربية، فكم قمة يحتاج العرب الى تحريك كل تلك الملفات، وإلى متى يكون لزاما على الشعوب العربية أن تتعايش مع حال الإحباط والعجز التي أصابتها؟
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1664 - الثلثاء 27 مارس 2007م الموافق 08 ربيع الاول 1428هـ