العدد 1664 - الثلثاء 27 مارس 2007م الموافق 08 ربيع الاول 1428هـ

الجماهير ملح ضروري

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

ولأن الجماهير هي ملح البطولات والمباريات، فإن حضورها صار أمرا ضروريا ولأسباب عدة، وما حديث مدرب فريق الشباب لكرة القدم التونسي المنصف بن الشرقي لإحدى الصحف المحلية إلا دلالة واضحة من مجموعة دلائل برهنت ومازالت تعطينا البراهين أن ما يحدث من غياب للجماهير عن حضور مباريات دوري كرة القدم أمر ليس بالسهل ووراءه الكثير من المسببات.

منذ أن جاءت الشركة المعنية بدخول الجماهير ودوري هذا الموسم يحظى ولأول مرة بحضور ضعيف وقياسي من الجماهير، حتى أن بعض المباريات يمكن عد حاضريها بعدد أصابع اليدين، وهي مفارقة لم يصل إليها دوري كرة القدم منذ سنوات، فكيف به هذا الموسم وهو يحظى برعاية وبمسمى رئيس الوزراء، ما يعني أن الحضور يجب أن يكون على أشده في كل المباريات ولو على أقل التقادير في المباريات القوية.

هل سيبقى الاتحاد البحريني لكرة القدم مكتوف الأيدي في هذا الموضوع الذي ملت الصحافة الكتابة فيه، وكلّت ألسنة الجماهير في المطالبة بإيجاد الحلول المناسبة لذلك، وكأن الاتحاد غير معني بذلك.

أحد الجماهير قال لي ذات مرة: «لماذا تفرض الاتحادات مبالغ دخول على الجماهير وهي التي تحصلت على رعاية لمسابقاتها، أليس من المنطقي أن تكون هذه الرعاية الباب الذي يسمح للاتحادات بدعوة الجماهير لحضور المباريات بكثافة، ثم لماذا تفرض مبلغ 500 فلس للشخص الواحد، الذي لا يمكنه دفع مبلغ كهذا في حال إذا كان من مشجعي مثلا فريق الأهلي فهو سيدفع لدخول مباراة القدم ثم السلة ثم الطائرة ثم اليد وكلها في أسبوع تكلف دينارين، هذا إذا علمنا أن المسابقات المحلية أصبحت تلعب بشكل مضغوط أي مباراتين في كل أسبوع، ما يعني أن الجمهور الواحد سيدفع في الأسبوع مبلغ 4 دنانير، ويصبح المجموع 16 دينارا في الشهر الواحد والمجموع الكلي 192 دينارا في السنة، وهو غير قادر على ذلك نظرا للالتزامات الأخرى التي يعانيها المواطن البحريني».

هنا يدعونا الحديث إلى مطالبة الاتحادات بالتفكير مليا في طريقة جديدة تساعد المواطن على حضور المباريات وبحماس من خلال تخفيض مبالغ الدخول وإيجاد الحوافز والجوائز التشجيعية وغيرها، ما يجذب الجماهير لحضور المباريات.

هذا الوضع جر بالتأكيد اتحاد الكرة لفتح الأبواب أمام الجماهير بالمجان أمام الجماهير لحضور مباراة منتخبنا الأولمبي أمام قطر، وبالتالي فإنها حين تريد الجماهير ؛فإنها ستقوم بكل المستحيلات، وحين تريد الأموال ستعمل المستحيلات أيضا، وهذا الكلام منطبق على جميع الاتحادات الوطنية التي يجب أن تفهم معاناة الجماهير المالية.

أحد جماهير مباراة قمة دوري اليد شاهدني عند مدخل صالة بيت التمويل فقال:» أنت تكتب في صحيفة «الوسط»، اكتبوا هل يجب على الأطفال التسوّل أو السرقة حتى يتمكنوا من جلب مبلغ 500 فلس لدخول المباريات».

شغب الملاعب

ولأننا نتحدّث عن الجماهير، يعني تحدثنا عن حالات الشغب التي تجوب ملاعبنا هذا الموسم وليس في لعبة واحدة فقط وإنما في جميع الألعاب الجماعية، وآخرها ما حدث في مباراة النجمة والأهلي في دوري الاتحاد وبيت التمويل الخليجي لكرة اليد أمس الأول، وهو الذي يتكرر من الجمهورين نفسيهما في ظرف أسبوعين فقط وكان الأبشع أمام أنظار الوفود الخليجية التي كانت تتابع مباراة الدور نصف النهائي للبطولة الخليجية، وفي كلتا الحالتين توقفت المباراة وانتظرنا حلحلة الأمور التي لا تعدو خلافا بسيطا.

ما حدث في البطولة الخليجية وقمة الدوري أن الجماهير يجب أن تلتزم الروح الرياضية، وحتى لو وصل الاحتجاج لمراحل متقدمة ،فإنه من الواجب عدم التأثير على المباراة ونسقها برمي قارورات المياه والأوساخ، وما زاد المفاجأة دخول عنصر الألعاب النارية داخل الصالة وهو أمر لا يجب السكوت عنه، وكان من المعنيين بدخول الجماهير الحرص أكثر وتفتيش محتويات الجماهير كي لا يقع ما لا يحمد عقباه في المرات المقبلة.

وبدورنا عندما نتحدث عن الجماهير، يجب علينا التطرق أيضا إلى سلوكيات بعض اللاعبين التي يجب أن يقدس شخصيته كلاعب معروف وأن يترفع عن كل السلوكيات التي من شأنها إثارة حماسة الجماهير التي في الأساس لا تحتاج إلى ذلك، ونحن هنا لا نعفي الجماهير من مسئولياتها، بل ونطالبها أيضا بالتحلّي بالروح الرياضية التي تقودنا نحو مباريات رائعة وجميلة.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1664 - الثلثاء 27 مارس 2007م الموافق 08 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً