تنطلق في العاصمة السعودية (الرياض) اليوم أعمال القمة العربية العادية التاسعة عشرة.
ومن المنتظر أن تسيطر الموضوعات السياسة الحساسة من قبيل استمرار أعمال العنف في العراق وتطورات القضية الفلسطينية فضلا عن أزمة الملف النووي الإيراني على أعمال القمة.
بيد أنه نأمل أن يركز القادة العرب على جوانب أخرى لا تقل أهمية مثل التكامل الاقتصادي العربي فضلا عن أداء الدول العربية في المؤشرات الدولية.
يركز مقالنا على أداء الدول العربية في تقرير التنمية البشرية. للأسف الشديد, تتخلف الدول العربية عن الدول في مؤشر التنمية البشرية والتي تعد قياسا على مدة نجاح السياسات في توفير سبيل العيش الكريم للمواطنين.
يستند تقرير التنمية البشرية بشكل رئيسي على ثلاثة معايير في تقييمها للدول وهي أولا العمر المتوقع عند الولادة, وثانيا نسبة المتعلمين, وثالثا نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
صنف تقرير التنمية البشرية للعام 2006 الصادر من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 5 دول عربية كلها أعضاء في مجلس التعاون الخليجي وهي بالترتيب (الكويت والبحرين وقطر والإمارات وعمان) من بين دول ذات تنمية بشرية عالية. بالمقابل تم تصنيف ثلاث دول وهي (جيبوتي واليمن وموريتانيا) في خانة دول ذات تنمية بشرية ضعيفة. بيد أنه تم تصنيف باقي الدول بينها المملكة العربية السعودية في خانة تنمية بشرية متوسطة.
الكويت في المقدمة
يوفر تقرير التنمية البشرية لعام 2006 إحصاءات بخصوص 20 دولة عربية من أصل 22 دولة عربية أعضاء في الجامعة العربية (لم يصنف التقرير كلا من العراق والصومال ربما للظروف غير الطبيعية في هاتين الدولتين). فقد حصلت الكويت على المرتبة الأولى بين الدول العربية بعد أن حلت في المرتبة رقم 33 على مستوى العالم من بين 177 شملها التقرير. وهذا بدوره يعني نجاح 32 بلدا العالم في الحصول على ترتيب أفضل من نتائج أفضل بلد عربي.
بدورها نجحت البحرين في تحسين ترتيبها أربع مراتب وعليه حلت في المرتبة 39 عالميا والثانية خليجيا وعربيا. بالمقابل تأخرت كل من قطر والإمارات العربية المتحدة 6 و8 مراتب على التوالي. أما أفضل تقدم فكان من نصيب عمان إذ حسنت ترتيبها 15 مرتبة وعليه حلت في المرتبة رقم 56 عالميا.
موريتانيا في الأخير
إضافة إلى ذلك، حلت ليبيا في المرتبة رقم 64 على مستوى العالم ما يعد سادس أفضل نتيجة بين الدول العربية. بدورها تقدمت المملكة العربية السعودية مرة واحدة إلى المرتبة رقم 76 عالميا. وجاءت نتائج الدول العربية الأخرى متفاوتة ومتأخرة نسبيا: لبنان في المرتبة 78, الأردن 86, تونس 87, الأراضي الفلسطينية المحتلة 100, الجزائر 102, سورية 107, مصر 111, المغرب 123, جزر القمر 132, السودان 141, جيبوتي 148, اليمن 150, وأخيرا موريتانيا 153.
نأمل أن تتمكن الدول العربية من تحسين أدائها في تقرير التنمية البشرية في السنوات القليلة المقبلة. لكن الأمر يتطلب جهودا حثيثة فضلا عن استثمار أموال على التعليم والصحة بدل تبذيرها على أمور لا طائل منها وخصوصا في مجال الأمن والدفاع.
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1664 - الثلثاء 27 مارس 2007م الموافق 08 ربيع الاول 1428هـ