أثلج صدورنا القرار الذي أصدره وزير الإعلام بتعيين الرياضي الخلوق أحمد عاشور رئيسا للقناة الرياضية، ما جعلنا نسعد بهذا القرار الرامي إلى أن تلبس القناة الحلة الجديدة لتدخل المنافسة مع الأشقاء في الخليج.

هذا الأمر لا يتأتّى له النجاح من دون أن تكون هناك قرارات أخرى ملازمة لهذا التعيين.

جميعنا يقدر مثل هذه القرارات المهمة في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، بعدما عين عاشور في هذا المنصب المهم لكفاءته وإخلاصه الوطني المشهود له حتى تعرض إلى عارض صحي أقعده على السرير الأبيض وتعافى منه بحمد الله ورعايته، ليعود من جديد كما كان سابقا وأفضل حتى نال ما صبر عليه، ليصبح الآن في واجهة فوهة المدفع؛ لأنه ابن هذه القناة وعنده خباياها وأسرارها ويعرف السر في إدارتها، ونحن نعلم أنه أجدر وأقدر على هذه المهمة وإن كانت صعبة.

يا وزير الإعلام:

إن كفاءة عاشور في العمل ليست كافية لقيادة القناة إلى النجاح ما لم تكن يدكم ممدودة له لتوفير الإمكانات البشرية والمادية والمعنوية، بالإضافة إلى كل المستلزمات الأساسية التي يجب توافرها لتسيير عمل القناة وإبعادها عن شبح الفشل والهبوط إلى الأسفل من خلال المواد المبثوثة وطريقة العمل البالية فيها، ليستطيع فريق العمل بقيادة عاشور أخذها إلى بر الأمان.

من المؤكد يا وزير الإعلام أنك تحمل في نفسك الطموح الكبير لإخراج القناة على أحسن صورة، وأن تنافس زميلاتها في دول الخليج، وأن يكون المشاهد المحلي راضيا عنها بدرجة كبيرة، ولكن هذه الأمنيات والطموحات لا تتحقق بالكلام وحده من دون أن يكون الفعل ملازما للكلام.

يا وزير الإعلام:

قناتنا الرياضية تحتاج إلى غربلة شاملة وتغيير جذري لكل ما يعرض في الفترة السابقة، ولابد من وضع الحلول الكفيلة التي تنتشلها من القاع إلى النجومية ولو خطوة بخطوة، وهذا هو المطلوب بعد دراسة علمية وافية توضع فيها الاستراتيجية الواضحة من خطة عمل تمتد لأكثر من سنة، ولا يجوز أن نعمل من دون أن تكون هناك أجندة واضحة للعمل وترك الثقل والمسئولية الكبرى على مجموعة من الناس في القناة حتى يصعب إخراجها بالصورة المطلوبة والتي ينتظرها المشاهد بفارغ الصبر.

لابد من الدراسة المتعمقة حتى نستطيع أن نفخر بقناتنا الرياضية في الفترة الزمنية المقبلة.

يا وزير الإعلام:

نحن نحتاج إلى المزيد من الكوادر البشرية الوطنية في مختلف الاختصاصات في القناة، فقدموا البرامج الجماهيرية التي تحتاج إلى كفاءات متنوعة فلا ينحصر أداؤها على شخصية واحدة تقوم بجميع الأدوار في كل المجالات، لأن هذا الأمر لا يقود إلى النجاح أصلا.

وتعدد البرامج الجماهيرية المباشرة يعطي القناة الإنعاش للبروز وخصوصا عندما تتم فيها مناقشة المشكلات العالقة بالصوت العقلاني والفكر المتميز يقبل فيه الرأي والرأي الآخر المضاد، ولا يجوز ان نقتصر على برنامج واحد فقط يبث في المناسبات عبر المشاركات للمنتخبات الوطنية أو الفرق المحلية أو حتى المباريات المهمة في الدوري، نريد أن تكون المادة دسمة في كل شيء وألا نغفل البرامج التي تعرض نتائج دوري إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا، والكثير من الدول الغربية بمشاركة جماهيرية كما يفعل إخواننا في الخليج.

يا وزير الإعلام:

نحن متفائلون جدا بالوجوه الموجودة على رأس الهرم في القناة بقيادة عاشور، ولكن من المؤكد أن النجاح يحتاج إلى أسباب واضحة، وبالتالي نحن نطالب بأن تكون مساندتكم لهذه المجموعة لتنتشل القناة من وحل الضعف والوهن التي هي عليها الآن إلى الواقع الآخر المتميز، بتوفير جميع المستلزمات الأساسية بعيدا من الترقيع والتخدير، ونحن على ثقة تامة في شخصكم الكريم بأنك لن تألوَ جهدا في سبيل إنجاح مهمة إخواننا في القناة، وعندها تقر عيوننا بالمتابعة الجماهيرية لبرامج القناة المنظمة، ويومها سنصفق للقناة طويلا وسنشيد بجهودكم الجبارة.

نحن بانتظار أوامركم الفعلية للنقلة النوعية والجذرية لقناتنا، لتدخل منافسة مع زميلاتها في دول الخليج، فهل يأتي ذلك اليوم قريبا؟