العدد 1662 - الأحد 25 مارس 2007م الموافق 06 ربيع الاول 1428هـ

مهرجان الدوحة ورهان الثقافة

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

تأتي فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي السادس في أجواء مفتوحة. الفعاليات الثقافية متنوعة والأسماء الكبيرة موجودة أو هي في الطريق إلى الدوحة. جميلة هي إحداثيات الحدث الثقافي في «ملتقى الثقافات» القطري وتستحق منّا أن ننتظر من الدوحة حضورا ثقافيا يوازي حضورها «الاقتصادي» و «العمراني» الذي يبدو متعملقا ومتسارعا إلى حد مخيف.

أقول «مخيف» ذلك أن القطريين أنفسهم يدركون ذلك جيدا. وعليه، أجد أن مهرجان الدوحة الثقافي السادس يأتي ضمن بوتقة مشروع ثقافي ضخم تشارك في صوغه وتبنيه الكثير من المؤسسات القطرية الرسمية ويسعى إلى أن يواكب الإنسان القطري هذا الصعود وألا يتخلف عنه. ويأتي الدور الفاعل لـ «المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث»ليصب في هذا السياق الواعي الذي يحاول إثراء ماضي وحاضر ومستقبل الإنسان القطري.

القطريون يسيرون في خط تنموي تصاعدي يطول شتى قطاعات الدولة. وتبدو «الدوحة» العاصمة الخليجية الواعدة والأوفر حظا في اختطاف أضواء الشهرة وحركة رأس المال والاقتصاد بعد سيطرة طويلة لـ «دبي». الأكثر من ذلك أن الحكومة القطرية أدركت أن التنمية الإنسانية هي الضمانة الأهم في معيار التنمية الشامل، وأن أي نمو «عمراني» أو «اقتصادي» لا يرافقه نمو «إنساني» هو مجرد مراهنة خاسرة لن تفضي إلى أي شيء يذكر.

ومن هنا، أجد أن فعاليات «الدوحة» لا تمثل صورة من صور الترف الحكومي كما تفعل الكثير من الدول الخليجية بقدر ما هو مشروع تنمية للإنسان القطري، الذي سيكون بلا شك المحور الرئيس في تسارع رحلة الصعود القطرية. القطريون ينفقون على الثقافة بسخاء بالغ، ولا تقتصر فعالياتهم الثقافية على فترة محددة من العام. وتبدو «الدوحة» جادة في أن تحتل مركزا مرموقا في خريطة الثقافة الخليجية والعربية.

بقي أن نخبر القطريين أن الرهان على الثقافة رهان ناجح. لكنه يحتاج إلى الصبر والتروي في انتظار النتائج، فليس للثقافة نتائج سريعة ملموسة، لكنها تصنع عمق المُستقبل وهي المحرك الرئيس له والمحدد لماهيته. وحتى ينجح القطريون في رهانهم عليهم أن يستمروا فيه بلا كلل.

يحتاج القطريون أيضا إلى الاجتهاد أكثر وأكثر في صناعة «الاختلاف» و «المختلف» و «غير المتوقع» في الثقافة والمعرفة. يحتاجون إلى كسر القوالب التاريخية للثقافة في الخليج وإلى تجاوز ثقافة «الأمس» وتراكماتها إلا بما يتصل بالغد والمستقبل، راقبنا ومازلنا نراقب «الدوحة» في صعودها، وسعدنا جدا حين وجدنا الإنسان القطري ضمن أولوليات هذا الصعود وهذه التنمية الناجحة.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1662 - الأحد 25 مارس 2007م الموافق 06 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً