العدد 1662 - الأحد 25 مارس 2007م الموافق 06 ربيع الاول 1428هـ

غاز المعامير

في إحدى الليالي... وفي ضوء القمر... تساقط الغيث... وتهاوت أوراق الشجر... ماتت الأغصان... ومات الثمر، حين ما يمحو التلوث أناس أبرياء... يقتل الحي ويغزو أعنان السماء... لا من معين ولا منقذ... ولم تبق قطرة من الكهرباء.

خلق الباري تعالى الأرض من ماء وطين، وهيأ سبل العيش للإنسان قبل خلقه، ولكن كما يقال فإن النعمة عند إساءة استخدامها أو الاستهتار بها تتحول فورا إلى نقمة، كما هو الوضع الحالي، كما هو الحاصل الآن لجيل هذا اليوم، إذ إنهم يحملون على عاتقهم أخطاء آبائهم وأجدادهم في القرن الأخير وهم أيضا أضحوا كمن هو بين حائط الاقتصاد العالمي وسيف حياتهم الصعبة.

ذاك هو حالنا هنا في الخليج عامة وفي بلدنا الحبيب خصوصا وفي قرية المعامير تحديدا، وأنه لمن الأجدى أن يتحدث شخص من القرية عاش في قلب المشكلة وعايش حوادثها عن معاناتها ومعاناة أهلها من جراء نار التلوث المضرمة فيها، فهنا مشكلة التلوث ليست ضربا من خرف كبار السن أو من خيال اليافعين كما يدعي كل من تخوله نفسه لبيع ضميره على حساب أرواح الضعفاء، إنما هي واقع ملموس، يراه الناظر ذو البصر والبصيرة، فها هي المصانع تنشر سمها القاتل في نفوس الأبرياء الضعفاء، من يمنع صوتهم من الوصول إلى الجهات المختصة بفعل فاعل، مستأثرين بنعم الله لوحدهم وكأن الله خلقهم في مناصبهم وتناسوا أنهم خلقوا من نطفة حقيرة، فيا من تصرخ طالبا النجدة من هؤلاء، احتفظ بصورتك لتدعو إلهك فإنه يمهل ولا يهمل كما هم يفعلون، وإن من المضحك المبكي ما يقوله أصحاب الشأن من أن التلوث في (المعامير) معدوم، وإن الإصابات والموتى ليست من آثار ما تداولته الصحف اليومية في البلد واختار لنفسه اسم (غاز المعامير).

هنالك علماء أكدوا أن التلوث هو السبب الرئيسي في أمراض السرطان والفشل الكلوي وما شابه، فما الرابط بين ازدياد أعداد الإصابات بها ووجود (غاز المعامير)؟ الرابط معروف لكل من يفكر للحظة فقط بعقله.

أصبح التلوث أحد معالم قريتنا... كما هو حال الأهرام في مصر وبرج «بيزا» المائل في إيطاليا... فـ إلى متى؟

أحمد محمد عيسى إبراهيم

مدرسة الإمام علي (ع)

العدد 1662 - الأحد 25 مارس 2007م الموافق 06 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً