العدد 2251 - الإثنين 03 نوفمبر 2008م الموافق 04 ذي القعدة 1429هـ

حلاوة «كوندي»! (منوعات)

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

بالأمس وأنا أتابع محطات التليفزيون (التي فاقت 1000 قناة) لأختار ما يستهويني لمتابعته، لفت انتباهي تقرير مصور بثته إحدى القنوات الأميركية عن سمراء البيت الأبيض، مستشار الأمن القومي الأميركي كوندوليزا رايس (أو كما يطلق عليها أصدقاؤها كوندي)... وكان أبرز ما أعجبني في التقرير المدخل الأول الذي كان يحكي القصة الآتية وبمشهد تمثيلي: «طفلة سمراء صغيرة لم تبلغ السابعة بصحبة والدتها في الطابق المخصص للأطفال في أكبر متاجر مدينة «برمنغهام» الجنوبية يتجهان تجاه غرف قياس الملابس المخصصة للبيض فقط، حين لاحظتهم بائعة بيضاء فاعترضت طريقهما، وأشارت إلى مخزن صغير للملابس ملحق بالمتجر الكبير، وقالت: «هذا مكان القياس الخاص بكم»... فردت الأم بكل ثقة: «ستقوم ابنتي بقياس هذا الفستان في غرفة الملابس، وإلا فلن أنفق مالي في هذا المتجر». كانت «كوندي» تقف بثقة بجوار أمها تتابع تطور الموقف. وما لبثت البائعة البيضاء أن أذعنت لرغبة الأم... وكبرت «البنوتة» فأصبحت «مستشارة الأمن القومي الأميركي».

قد تستغربون حفظي لهذا السيناريو، لكني سأخبركم بالحقيقة وهي أنني لم أحفظه، بل صورته لكم بالكلمات البسيطة، طبعا كل ذلك ليس حبّا في تلك الشخصية الأميركية، التي أكاد أقسم بأن غالبيتنا يكرهها، ولكن «لغرض في نفس يعقوب»!!، فقد بدا من التقرير أن معده كان يبحث لها عن «عريس»، يستر على «أفعالها الشنيعة»، فقد أبرزها التقرير على أنها بطلة، «عاصمية»، «طيبة نفس»... تلك صفات نحن لم نجدها فيها خلال السنوات الماضية التي أطلت فيها على منطقتنا، بل مازالت ظلال أفعالها «السوداوية»، وكلماتها «العنصرية» تخيم على منطقتنا العربية.

الغريب أن التقرير عندما يأتي على مصيبة حلت للبيت الأبيض إبان فترة ترؤسها للخارجية أو حتى في الفترة الحالية، يقطع التقرير بإعلانات تجارية، وما يزيد الغرابة أن الإعلانات كانت لحلويات أطفال وبعض المواد الغذائية، وليس لعطر أو منتج استهلاكي آخر، وهنا تذكرت أن هناك رجلا في منطقتنا مولعا بالسياسة، يحب أحفاده نوعا معينا من الحلويات يسمى «كندر سبرايس»، لذلك، فقد تعود على شرائه لهم، ولكن المشكلة أنه لا يستطيع حفظ الاسم فهو شخص كبير في السن، فقرر تسمية هذا المنتج «كوندوليزا رايس».

صادفته يوما في أحد المحلات التجارية وهو يشتري لأحفاده هذا المنتج فسألته، لماذا أطلقت عليه اسم «كوندوليزا رايس»، فقال: «أولا لتشابه الأحرف بين الكلمتين، أما ثانيا فللسبب الآتي: وهو عندما تدخل هذه البيضة جيب الطفل فإنه يفرح لرؤيتها، كما أنه يفرح أكثر لمعرفة ما تحمله له من مفاجأة في قلبها... كذلك هو الحال، نحن العرب تفرحنا زيارة كوندوليزا رايس، وفي المقابل تفرحنا ما تحمله لنا معها من مفاجآت حتى وإن كانت سيئة، فقط لأنها أتت من تلك السمراء ممشوقة القوام»... صمتُّ لسماعي كلماته، لأن إجابته أقنعتني، ولكنه نسي أن يقول إن طعم تلك الحلوى أفضل من طعم المصائب التي تحملها لنا «كوندي»

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 2251 - الإثنين 03 نوفمبر 2008م الموافق 04 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً