هناك ما يشبه الإجماع في الصحافة وحتى في مختلف استطلاعات الرأي الأميركية بما فيها العربية إلى أن المرشح الديمقراطي باراك أوباما أصبح قاب قوسين أو أدنى من دخول البيت الأبيض وهزيمة منافسه الجمهوري جون ماكين هزيمة مؤكدة.

ولعلَّ ما يميز انتخابات الرئاسة الأميركية هذه المرة هو شخص أوباما صاحب الأصول الإفريقية،فتقدمه الملحوظ معناه أن الولايات المتحدة مقبلة على مرحلة أخرى في حال فوز أوباما وهو بذلك سيكون أول رئيس أميركي أسود يصل إلى البيت الأبيض الذي كان ومازال يهيمن عليه الساسة البيض وهم بدورهم قادوا دفة السياسة في بلد كان في يوم من الأيام يستعبد أسلاف أوباما وغيره من السود في قرون سابقة.

غير أن تقريرا نشرته صحيفة «التيلجراف» البريطانية ذكر أن هناك أملا لماكين في الفوز، إذ تقول الصحيفة «بينما يبذل أوباما جهودا أخيرة في مسعاه للوصول إلى السلطة، ومع استطلاعات الرأي التي تشير إلى أنه سيصنع التاريخ باعتباره أول رئيس أسود، فإن منافسه ماكين مازال متفائلا بشأن حظوظه في وقت بدا أنه يحرز تقدما».

وأضاف التقرير «أوباما إجمالا يتقدم بـ4 أو 5 نقاط على ماكين إلا أن الأمر مازال غير واضح. فبعض الاستطلاعات تنوه إلى إن أوباما متقدم بما يتجاوز 10 نقاط،إلا أن ثقة أوباما في النصر مبنية على قوته الكاسحة على ما يبدو في الولايات المتأرجحة التي يحتاج كلا المرشحين إلى الفوز بها».

بغض النظر عن ذلك،ففوز أوباما من عدمه لن يغير من سياسة واشنطن الخارجية إزاء منطقة الشرق الأوسط،فهي ستبقى الحليف الرئيسي والمنحاز لـ «إسرائيل» بل لن يكون هناك تغيير جذري على صعيد تواجدها في العراق أو أفغانستان أو حتى منطقة الخليج.

فأجندة الرئيس الجديد لن تكون مختلفة كثيرا عن الرئيس السابق،فالمصلحة الأميركية تحتِّم ذلك وعداه لا محل له داخل البيت الأبيض الذي ظل الساسة البيض يحكمونه على مدى زمن طويل وبالتالي فإن تغير المعادلة وتنازل البعض لصالح رئيس أسود،لن تكون على حساب التنازل عن مطامع الرجل الأميركي الأبيض، واستمرارية بسط نفوذه في أكبر عدد ممكن من دول العالم.

ومع هذا كله فإن وصول أوباما إلى مرتبة متقدمة في هذه الانتخابات معناه أيضا أن كل شيء قابل للتغيير