وصفت أميركا الرئيس السوداني عمر البشير بأنه «مضلل» بعد أن نفى أن حكومته متورطة في انتهاكات لحقوق الإنسان في دارفور. وفي باريس صفقت الجماهير طويلا لوفد من زعماء التمرد في دارفور من بينهم عبدالواحد نور وذلك في أكبر تحرك فرنسي ضد البشير. وطلب نور من المجتمع الدولي إما أن يرسل قوة تدخل دولية في الإقليم السوداني أو يرسل للمتمردين أسلحة تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم!
وهكذا السياسة جلها نفاق فالإدارة الأميركية أكبر «الضالين» سياسيا نسيت زعمها أن العراق في عهد صدام يمتلك أسلحة دمار شامل إذ انبرى وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول في عرض صور في مجلس الأمن الدولي قبل بدء الحرب وصفها بالبينة على وجود أسلحة إبادة محرمة دوليا ولم يعثر عليها حتى الآن بعد مرور أربعة أعوام من الغزو. وتؤكد إدارة بوش ليل نهار أن العالم أصبح أكثر أمنا بينما الواقع يجافي ذلك. وقائمة التضليلات الأميركية تطول في هذا السياق.
أما فرنسا (بالإضافة إلى ألمانيا وبريطانيا) فهي «مضللة» أيضا في دارفور باحتضانها وتصفيقها لزعيم المتمردين في الإقليم الذي يشن يوميا هجمات على قوافل الإغاثة ويقتل المدنيين خصوصا من غير قبيلته وينهب مواشي القبائل العربية المفترى عليها. لا أدافع هنا عن البشير فحكومته مقصرة طبعا ولكن الرجل غير مضلل كما وصفته واشنطن، وحتى إن كان كذلك فهو في حرب إعلامية مع الغرب وعليه أن يستخدم جميع وسائل «التقية» من شر الاستعمار الحديث.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1661 - السبت 24 مارس 2007م الموافق 05 ربيع الاول 1428هـ