هل أصبحت الكرة البحرينية بحاجة إلى خطة «خريطة طريق» تضعها على الطريق السليم بعد ما ظلت تتخبط وتبحث عن هويتها المفقودة سنوات طويلة!

و»خريطة الطريق» مصطلح أصله سياسي اخترعته الولايات المتحدة الأميركية لحل أكبر وأطول معضلة سياسية في العالم بين فلسطين والكيان الصهيوني والدائرة منذ أكثر من خمسين عاما.

ولأنه شتان بين السياسة والرياضة إلا أن هناك قاسما مشتركا بين أزمتنا الكروية والقضية الفلسطينية في عمرها الطويل وكلاهما تبحثان عن حل.

والمشكلة أن معالجة «الأزمتين» لا يحتاج إلى حلول ترقيعية وكلمات مهدئة مثلما هو جارٍ منذ سنوات طويلة بقدر ما يتطلب العودة إلى جذور «الأزمتين» لأنها ترتبط بأساليب الحل والعلاج الجذري الشامل.

وفي شأن «أزمتنا الكروية» نقول إنها ترتبط بواقعنا الكروي الصعب والمشكلات الكثيرة التي تعاني منها رياضتنا من حيث قلة المنشآت وضعف إمكانات الأندية وقلة الدعم الحكومي وغياب دور القطاع الخاص.

وبدلا من أن يذهب المسئولون عن الرياضة البحرينية إلى معالجة المشكلات الأساسية وتوفير الأموال المناسبة واختيار الكوادر الإدارية والفنية أصحاب الكفاءة وبناء البنية التحتية الأساسية لأنديتنا واتحاداتنا الرياضية نلاحظ أنهم يذهبون إلى الحلول السريعة القصيرة مثلما حدث بالتعاقد مع مدربين من دون أسس سليمة وكذلك ما يحدث حاليا في الاتجاه للتعاقد مع المدرب التشيكي ماتشالا مقابل مبالغ مالية كبيرة بات البعض يرتأي توفيرها لحل مشكلات رياضية كثيرة لأنه في النهاية مشكلة منتخبنا لا تكمن في المدرب فقط!

وعمان تعتبر الدولة الخليجية المقاربة لإمكاناتنا في الناحية الرياضية وعليها يمكن اقتباس الأفكار والتجارب، إذ هناك استنفر العمانيون قواهم الإدارية والفنية والإعلامية عبر لجان يعملون وفق خطة «خريطة طريق» حصل اتحاد الكرة على ضوء أخضر لدعمها من أعلى المستويات تستمر حتى 2010 والتأهل لمونديال جنوب إفريقيا وبناء دوري قوي تتوافر إليه الإمكانات لدعم الأندية يطلق عليه دوري المحترفين 2009.

في العام الماضي سمعت من أحد مسئولي اتحاد الكرة أن دورينا الكروي الحالي سيكون دوري المحترفين بأمر من الاتحاد الدولي «فيفا»، وحتى هذه اللحظة لا أعلم على أي أساس تم ذلك وهل ترون جديدا طرأ على دورينا غير مزيد من التواضع وإهدار مبالغ على أشباه اللاعبين المحترفين العرب والأجانب.

وأخيرا... هل نحتاج فعلا إلى «خريطة طريق» أم ثورة حقيقية في واقعنا الرياضي؟!